Archive | February, 2011

مصر و العرب و الأمة

24 Feb

 

خرجت و خرج معي كُثُر يوم 25 يناير

خرجت و كنت متيقنا أن هناك الكثير ممن سوف يخرجون في ذلك اليوم

خرجت و لم أكن أعلم أن الأمور سوف تكتسب قوة دفع ذاتية تحركها لتصل إلى ما آلت إليه يوم الجمعة 28 يناير

لكني بعد 25 يناير و ما رأيته في أعين الناس يوم 26 يناير و 27 يناير أيقنت أن الإعصار بدأ يضرب مصر

يوم 28 كنت متأكدا أن مبارك سوف يأمر بتعديل الدستور و خاصة المادة 76 كي يمتص غضب الشعب

و كنت أعلم أنه سوف يأمر بقبول الطعون في مجلس الشعب

لكني لم أتوقع أن تنتهي المظاهرات بالقضاء على مشروع التوريث و لا بالإجهاز على مستقبل مبارك السياسي

لم أكن أتخيل أن المصريين سوف يرفعون الأحذية لتحية مبارك

و في وسط الإعصار وقفت سألت نفسي : ماذا بعد ؟

لقد فكرت في هذا السؤال قبل 25 يناير لكني كنت دائما أتمثل قول الشاعر

إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ ………….. فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا
(الحسام هو السيف )

كنت أعرف أنه لا خلاص بدون سلاح

كنت أتخيل محاصرة قصر الرئاسة و دكه و تسويته بالأرض لإجبار الجيش أن ينحاز لنا لكني توقعت أن العاصفة بعد 5 أو 6 سنين أخرى

و الحمد لله إنحز لنا الجيش دون أن يكون معنا سلاح

إن ما كنت أراه في هذا المجتمع هو مثل ما كان سائدا في المجتمع الجاهلي قبل الوحي

لقد كان ذلك المجتمع خانقا غاضبا من نفسه و من عاداته

و كانت عوامل الإنفجر فيه كامنة فقط تحتاج من يفجرها

و لقد تمنى الكثير أن تنتهى حالة ذلك المجتمع و كانوا جميعا في حالة ترقب و إنتظار

كانت اليهود تقول أنه هناك من سوف يبعث قريبا

و كانت العرب تترقب و تتربص

و في ذلك الوقت من الجاهلية وجد من يزجر الناس عن أفعالهم و عبادتهم للأصنام

وجد رجال من أمثال زيد بن عمرو . رجل ترك عباده الأوثان و فارق دينهم وكان لا يأكل إلا ما ذبح على اسم الله وحده وكان يقول وهو مسندا ظهره الى الكعبة
يا معشر قريش و الذى نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري ثم يقول اللهم انى لو أعلم اى الوجوه أحب ليك عبدتك به ولكني لا اعلم ويصلى إلى الكعبة ويقول الهي اله إبراهيم و ديني دين إبراهيم
و جد في ذلك العصر الجاهلى أخرون من أمثاله
لكن الأقدار كانت تنتظر رجلها المنتظر كي تلقى بالمهمة له : محمد بن عبدالله

و في هذا العصر وجد رجال آخرون من أمثال زيد بن عمرو منهم البرادعي و أعضاء حركة كفاية و غيرهم كُثر

لم أكن أتخيل أن المظاهرات السلمية سوف تتطيح برأس النظام

و كنت متيقنا أن هناك من سوف يبعث لقيادة هذه البلد – قد أكون مخطئا فهل يمكن أننا نشهد كتابة التاريخ بدون قادة أو زعماء ؟

و كنت و لا زلت أعتقد أن هذا المجهول المنتظر موجود الآن بيننا

إنه واحد من أولئك الشباب الذيم كانوا ضمن الفوج الأول في 25 يناير

إنه واحد من أولئك الذين يركبون القطار إنه واحد ممن يركبون المواصلات إنه واحد من الطبقة المتوسطة إنه واحد عايش مشاكل

المصريين و إعترضت له مشاكلهم

إنه واحد ممن تفقهوا في دينهم إنه واحد ممن قال الله عنهم

“فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه يجاهدون في سبيله و لا يخافون في الله لومة لائم ”

إنه واحد ممن ساحوا في هذه الأرض ينظرون في وجوه الناس و طباعهم

لكن الرسل و الخلفاء لا يبعثون في قوم شاهت نفوسهم لكن يبعثون في أقوام لهم إستعداد لتقبل التضحية قوم يمتلكون كثيرا من الأخلاق

لعل ذلك كان هو السبب في قول الحق

{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }المائدة26

جاءت هذه الأية تقرر واحدة من سنن الله في عبادة

لقد قال لموسى لقومه {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21

فما كان منهم إلا أن قالوا له

{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا }المائدة22

ثم قالوا

{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }المائدة24

ياللصفاقة و الرقاعة !!

أهكذا يكون الرد على الله و كليمه ؟

فكان رد الله قاطعا أن هذا الجيل الذليل الذي إستمرأ الذل في عهد الفراعنة ينبغى له أن يفنى و يأتي جيل غيره لم يشهد ذلك

الذل و قادر على حمل الرسالة

فكانت فترة ال 40 سنة كافية لإفناء هذا الجيل الذليل

و ها هو ذلك الجيل الجديد يدخل الأرض المقدسة بقيادة موسى الرسول

إن نفس القصة تكررت في جزيرة العرب : قوم إمتلكوا ناصية اللغة و كان بهم من الخصائص ما يؤهلهم لحل الرسالة و أداء الأمانة

فبعث الله فيهم رجل فذ قدرته خارقة محمد صلى الله عليو سلم

لقد كان عند العرب فطرة سوية لم يمسها السوء

فها هو الأعرابي يقول

“البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير . أرض ذات فجاج و سماء ذات أبراج ألا يكون من خلق اللطيف الخبير ؟ ”

إن التغيرات في أي من المجتمعات ترتبط بحاجة المجتمع الملحة على التغيير و يقود هذا المجتمع الكتلة الفعالة فيه – سميها الكتلة الفاعلة أو الطبقة المتوسطة

لقد شهد المجتمع المصري حملات ضارية مسعورة لتشويه هويته و نفسيته إنتهت بخروج مصر إلى زمان التيه بإتفاقية السلام

لكن المجتمع المصري عاد و عاد بقوة لكن هذه المرة ليست في 40 سنة و لكن في 37 سنة (من 1974 عصر الإنفتاح إلى 2011) و كأن سنة الله تأبى إلا أن تتحقق

المجتمع المصري وصل لمرحلة قال فيها لا و ألف لا للأوضاع السابقة فهل وصل لمرحلة أنه يعرف ماذا يريد أن يفعل ؟

أقولها بأعلى صوتي نعم . لقد وصلنا لهذه المرحلة و لم يعد ينقصنا إلا بعض الوقت حتي يقتنع المجتمع أنه هو المسؤل عن هذه الأمة المترامية الأطراف

لم تكن دعوة الرسول القرشي لإخراج البشر من الظلمات إل النور فقط لكنه ربى جيلا بأكمله و هذا الجيل هو من إستطاع أن يحمل الرسالة

هذا الجيل هو من أسقط الإمبراطوية الرومانية طردها من مصر و هو نفسه الذي أسقط عرش كسرى

إن هذا الجيل إمتُحن و مُحِص في مواضع شتى

فهاهو بلال بن رباح يرمى في الرمضاء و توضع فوق صدره الصخور و يردد قائلا :أحد أحد

و هاهم المسلمون يحاصرون في شعب بن هاشم و تتقطع بهم السبل -فيما يعرف الأن بالحصار الإقتصادي- يقول سعد بن أبي وقاص :خرجت ذات ليلة لأبول فسمعت قعقة تحت البول فإذا قطعة من جلد بعير يابسة
فأخذتها و غسلتها ثم أحرقتها و رضضتها بالماءفقويت بها ثلاثا- أي ثلاثة أيام !!

إن هذا الجيل الذي رباه محمد الرجل الفذ إستطاع في 80 سنة أن يفعل ما لم تستطع أن تفعله الرومان في 800 سنة

و أنا أرى في المصريين الآن مثال أؤلائك الذين خرجوا من جزيرة العرب ينشرون العدل و الحرية في أنحاء الكرة الأرضية .

لقد أصبحت قدرتنا على البناء مرتبطة يقدرتنا على التضحية و لا شك عندي أن معدن هؤلاء الذين خرجوا لإسقاط مبارك بلا يشك فيه القدرة الكامنة التي تحتاج من يفجرها

لقد تعرضت نواة هذا المجتمع لدرجة حرارة مرتفعة و ضغط عالٍ بالإضافة إلى مجموعة من الصدمات في عملية تشابه إلى حد كبير ما يحدث عن تفجير القنبلة الذرية

لقد بدأ التفاعل المتسلسل و مهمتنا الآن أن يكون هذا التفاعل تحت السيطرة

إن هؤلاء الثوار هم من سوف يوحدون العالم العربي هم من سوف يعيدون رسم خريطة المنطقة هم من سوف يطردون اليهود من الأرض المقدسة

هم من سيدق أخر مسمار في نعش الإمبراطورية الأمريكية

إن مصر في مكان القلب من العرب و العرب في قلب أمة الإسلام تلك الديار و الأرض التى ورثناها عن رعيل الصحابة و التابعين

لن أفرط في شبر داست عليه أقدام سلف هذه الأمة

لن أفرط في أرضى و عرضي

إن مصر و مصر فقط هي من تستطيع إن تقوم بتلك المهمة الربانية المقدسة

تلك المهمة التي يلح الدهر عليها الآن

{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }النساء75

إنه من دواعي الأمن القومي العربي أن ينتشر الإسلام في ربوع أفريقيا

إننا نحن المسلمين نمتلك تلك الخاصة الفريدة : إننا نشعر أن أولئك المسلمون في مشارق الغرب و مغاربها في أندونيسيا حتى القارة الأمريكية إخوة لنا مع أننا لا نعرفهم و لم نَرَهم

و عندما يُذكر الإسلام يُذكر الأزهر ذلك الصرح الذي ينتشر من تخرجوا فيه في كل ربوع العالم

إنه لمن الملفت أن القرآن يتحدث عن صراع واحد في هذا التاريخ

الصراع بين الحق الساطع و الباطل

ليس بين المسلمين و غيرهم بل بين أصحاب الحق أيا كانوا و أصحاب الباطل أيا من كانوا

{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76

وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40

فهل أنتم مستعدون لهذه المهمة الجسيمة ؟

إيها السادة أيتها السيدات

إن مصر ليست إرثا نتوارثه عن الأباء و الأجداد لكنها أمانة نؤديها للأبناء و الأحفاد

 

 

مصر و العرب و الأمة

24 Feb

خرجت و خرج معي كُثُر يوم 25 يناير

 

خرجت و كنت متيقنا أن هناك الكثير ممن سوف يخرجون في ذلك اليوم

 

خرجت و لم أكن أعلم أن الأمور سوف تكتسب قوة دفع ذاتية تحركها لتصل إلى ما آلت إليه يوم الجمعة 28 يناير

 

لكني بعد 25 يناير و ما رأيته في أعين الناس يوم 26 يناير و 27 يناير أيقنت أن الإعصار بدأ يضرب مصر

 

يوم 28 كنت متأكدا أن مبارك سوف يأمر  بتعديل الدستور و خاصة المادة 76 كي يمتص غضب الشعب

 

و كنت أعلم أنه سوف يأمر بقبول الطعون في مجلس الشعب

 

لكني لم أتوقع أن تنتهي المظاهرات  بالقضاء على مشروع التوريث و لا بالإجهاز على مستقبل مبارك  السياسي

 

لم أكن أتخيل أن المصريين سوف يرفعون الأحذية لتحية مبارك

 

 

و في وسط العاصفة وقفت سألت نفسي : ماذا بعد ؟

 

 

لقد فكرت في هذا السؤال قبل 25 يناير لكني كنت دائما أتمثل قول الشاعر

 

 

إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ ………….. فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا

(الحسام هو السيف )

 

 

كنت أعرف أنه لا خلاص  بدون سلاح

 

 

كنت أتخيل محاصرة قصر الرئاسة و دكه و تسويته بالأرض  لإجبار الجيش أن ينحاز لنا   لكني توقعت أن  العاصفة بعد 5 أو 6 سنين أخرى

 

و الحمد لله إنحز لنا الجيش دون أن يكون معنا سلاح

 

 

إن ما كنت أراه في هذا المجتمع هو مثل ما كان سائدا في المجتمع الجاهلي قبل الوحي

 

 

لقد كان ذلك المجتمع خانقا غاضبا من نفسه و من عاداته

 

 

و كانت عوامل الإنفجر فيه كامنة فقط تحتاج من يفجرها

 

 

و لقد تمنى الكثير أن تنتهى حالة ذلك المجتمع و كانوا جميعا في حالة ترقب و إنتظار

 

 

 

 

كانت اليهود تقول أنه هناك من سوف يبعث قريبا

 

 

و كانت العرب تترقب و تتربص

 

 

و في ذلك الوقت من الجاهلية وجد من يزجر الناس عن أفعالهم و عبادتهم للأصنام

 

 

وجد رجال من أمثال زيد بن عمرو . رجل  ترك عباده الأوثان و فارق دينهم وكان لا يأكل إلا ما ذبح على اسم الله وحده وكان يقول وهو مسندا ظهره الى الكعبة

يا معشر قريش و الذى نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري ثم يقول اللهم انى لو أعلم اى الوجوه أحب ليك عبدتك به ولكني لا اعلم ويصلى إلى الكعبة ويقول الهي اله إبراهيم و ديني دين إبراهيم

و جد في ذلك العصر  الجاهلى أخرون من أمثاله

لكن الأقدار كانت تنتظر رجلها المنتظر كي تلقى بالمهمة له  : محمد بن عبدالله

 

 

و في هذا العصر وجد رجال آخرون من أمثال زيد بن عمرو منهم البرادعي و أعضاء حركة كفاية  و غيرهم كُثر

 

 

لم أكن أتخيل أن المظاهرات السلمية سوف تتطيح برأس النظام

 

 

و كنت متيقنا أن هناك من سوف يبعث  لقيادة هذه البلد – قد أكون مخطئا فهل يمكن أننا نشهد كتابة التاريخ بدون قادة أو زعماء ؟

 

 

و كنت و لا زلت أعتقد أن هذا المجهول المنتظر موجود الآن بيننا

 

 

إنه واحد من أولئك الشباب الذيم كانوا ضمن الفوج الأول في 25 يناير

 

 

إنه واحد من أولئك الذين يركبون القطار إنه واحد ممن يركبون المواصلات إنه واحد من الطبقة المتوسطة إنه واحد عايش مشاكل

 

المصريين و إعترضت له مشاكلهم

 

 

إنه واحد ممن تفقهوا في دينهم إنه واحد ممن قال الله عنهم

 

 

“فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه  يجاهدون في سبيله و لا يخافون في الله لومة لائم ”

 

 

إنه واحد ممن ساحوا في هذه الأرض ينظرون في وجوه الناس و طباعهم

 

 

لكن الرسل و الخلفاء لا يبعثون في قوم شاهت نفوسهم لكن يبعثون في أقوام  لهم إستعداد لتقبل التضحية قوم يمتلكون كثيرا من الأخلاق

 

 

لعل ذلك كان هو السبب في قول الحق

 

 

{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }المائدة26

 

جاءت  هذه الأية  تقرر واحدة من سنن الله في عبادة

 

 

لقد قال لموسى لقومه  {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21

 

فما كان منهم إلا أن قالوا له

 

{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا  }المائدة22

 

ثم قالوا

 

 

{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }المائدة24

 

ياللصفاقة و الرقاعة !!

 

 

أهكذا يكون الرد على الله و كليمه  ؟

 

 

فكان رد الله قاطعا أن هذا الجيل الذليل الذي إستمرأ الذل في عهد الفراعنة ينبغى له أن يفنى و يأتي جيل غيره لم يشهد ذلك

 

الذل و قادر على حمل الرسالة

 

فكانت فترة ال 40 سنة كافية لإفناء هذا الجيل الذليل

 

 

و ها هو ذلك الجيل الجديد يدخل الأرض المقدسة بقيادة موسى الرسول

 

 

إن نفس القصة تكررت في جزيرة العرب : قوم إمتلكوا ناصية اللغة و كان بهم من الخصائص ما يؤهلهم لحل الرسالة و أداء الأمانة

 

فبعث الله فيهم رجل فذ قدرته خارقة محمد صلى الله عليو سلم

 

 

لقد كان عند العرب فطرة سوية لم يمسها السوء

 

 

فها هو الأعرابي يقول

 

 

“البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير . أرض ذات فجاج و سماء ذات أبراج ألا يكون من خلق اللطيف الخبير ؟ ”

 

 

إن التغيرات في أي من المجتمعات ترتبط بحاجة المجتمع الملحة على التغيير  و يقود هذا المجتمع الكتلة الفعالة فيه – سميها الكتلة الفاعلة أو الطبقة المتوسطة

 

 

 

لقد شهد المجتمع المصري حملات ضارية مسعورة لتشويه هويته و نفسيته إنتهت بخروج مصر إلى زمان التيه  بإتفاقية السلام

 

 

لكن المجتمع المصري عاد و عاد بقوة لكن هذه المرة ليست في 40 سنة و لكن في 37 سنة (من 1974 عصر الإنفتاح إلى 2011) و كأن سنة الله تأبى إلا أن تتحقق

 

 

المجتمع المصري وصل لمرحلة قال فيها لا و ألف لا للأوضاع السابقة فهل وصل لمرحلة أنه يعرف ماذا يريد أن يفعل ؟

 

 

أقولها بأعلى صوتي نعم  . لقد وصلنا لهذه المرحلة و لم يعد ينقصنا إلا بعض الوقت حتي يقتنع المجتمع أنه هو المسؤل عن هذه الأمة المترامية الأطراف

 

 

لم تكن دعوة الرسول القرشي لإخراج البشر من الظلمات إل النور فقط  لكنه ربى جيلا بأكمله و هذا الجيل هو من إستطاع أن يحمل الرسالة

 

 

هذا الجيل هو من أسقط الإمبراطوية الرومانية طردها من مصر و هو نفسه الذي أسقط عرش كسرى

 

 

إن هذا الجيل إمتُحن و مُحِص في مواضع شتى

 

 

فهاهو بلال بن رباح يرمى في الرمضاء و توضع فوق صدره الصخور و يردد قائلا :أحد أحد

 

 

و هاهم المسلمون يحاصرون في شعب بن هاشم و تتقطع بهم السبل -فيما يعرف الأن بالحصار الإقتصادي- يقول سعد بن  أبي وقاص :خرجت ذات ليلة لأبول فسمعت قعقة تحت البول فإذا قطعة من جلد بعير يابسة

فأخذتها و غسلتها ثم أحرقتها و رضضتها بالماءفقويت بها ثلاثا- أي ثلاثة أيام !!

 

 

إن هذا الجيل الذي رباه محمد الرجل الفذ إستطاع في 80 سنة أن يفعل ما لم تستطع أن تفعله الرومان في 800 سنة

 

 

و أنا أرى في المصريين الآن مثال أؤلائك الذين خرجوا من جزيرة العرب ينشرون العدل و الحرية في أنحاء الكرة الأرضية .

 

 

لقد أصبحت قدرتنا على البناء مرتبطة يقدرتنا على التضحية و لا شك عندي أن  معدن هؤلاء الذين خرجوا لإسقاط مبارك بلا يشك فيه القدرة الكامنة التي تحتاج من يفجرها

 

 

لقد تعرضت نواة هذا المجتمع لدرجة حرارة مرتفعة و ضغط عالٍ بالإضافة إلى مجموعة من الصدمات  في عملية تشابه إلى حد كبير ما يحدث عن تفجير القنبلة الذرية

 

 

لقد بدأ التفاعل المتسلسل و مهمتنا الآن أن يكون هذا التفاعل تحت السيطرة

 

 

إن هؤلاء الثوار هم من سوف يوحدون العالم العربي هم من سوف يعيدون رسم خريطة المنطقة هم من سوف يطردون اليهود من الأرض المقدسة

 

 

هم من سيدق أخر مسمار في نعش الإمبراطورية الأمريكية

 

 

إن مصر في مكان  القلب من العرب و العرب في قلب أمة الإسلام تلك الديار و الأرض التى ورثناها عن رعيل الصحابة و التابعين

 

 

لن أفرط في شبر داست عليه أقدام سلف هذه الأمة

 

 

لن أفرط في أرضى و عرضي

 

 

إن مصر و مصر فقط هي من تستطيع إن تقوم بتلك المهمة الربانية  المقدسة

 

 

تلك المهمة التي يلح الدهر عليها الآن

 

 

{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }النساء75

 

إنه من دواعي الأمن القومي العربي  أن ينتشر الإسلام في ربوع أفريقيا

 

 

إننا نحن المسلمين نمتلك تلك الخاصة الفريدة : إننا نشعر أن أولئك المسلمون في مشارق الغرب و مغاربها في أندونيسيا حتى القارة الأمريكية  إخوة لنا  مع أننا لا نعرفهم و لم نَرَهم

 

 

و عندما يُذكر الإسلام يُذكر الأزهر ذلك الصرح الذي ينتشر من تخرجوا فيه في كل ربوع العالم

 

 

إنه لمن الملفت أن القرآن يتحدث عن صراع واحد في هذا التاريخ

 

 

الصراع بين الحق الساطع و الباطل

 

ليس بين المسلمين و غيرهم بل بين أصحاب الحق أيا كانوا و أصحاب الباطل أيا من كانوا

 

 

{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76

 

وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40

 

فهل أنتم مستعدون لهذه المهمة الجسيمة ؟

 

 

 

 

إيها السادة أيتها السيدات

 

 

إن مصر ليست إرثا نتوارثه عن الأباء و الأجداد لكنها أمانة نؤديها للأبناء و الأحفاد

 

 

ما حدث , ما يمكن أن يحدث , ما ينبغى أن يحدث

20 Feb

ما حدث , ما يمكن أن يحدث  , ما ينبغى أن يحدث

 

 

قبل أن تقرأ أعتذر عن طول المقالة و عن الأخطاء الإملائية  لقد راجعت حسب ما أستطيع

 

 

 

أبدأ فأقول ما حدث

1- إستطاع الشعب المصري و في طليعته الشباب أن يقطعوا رأس النظام  و يتركوا الجسد بلا رأس

و أقول قطعت رأس النظام مع أنه تخلى و لم يتنحى عن الحكم

فلا أرى أن تخليه عن الحكم معناها تكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة البلاد بينما يبقى هو في منصبه إلى  سبتمبر

فإختياره لكلمة ” تخلى ” تتسق مع قاله من قبل ” لم أكن طالب سلطة و لا مال ” فالكلمة تعني من وجهة نظره أنه تركها طواعية و لم يجبره عليها أحد

فهو يعتقد كما قال له الأستاذ هيكل في خطابه المفتوح ” لقد أرادوك لهم و لكن الأقدار أرادك لنا و هكذا يجب أن تكون ” فهو يعتقد أنه قد ختارته الأقدار

 

 

2-أنا أجزم أن الجيش سوف لن يمكن أحد من الوصول للرجل أو محاكمته فالبيان الثاني يقول بالنص ” يتوجه بكل التحية و التقدير للسيد الرئيس محمد حسني مبارك

على ما قدمه في مسيرة العمل الوطني حربا و سلما و على موقفه الوطني في تفضيل المصلحة العليا للوطن “ -من المدهش أن البيان لم يحتوي صفة السابق التي كان يجب أن تأتي بعد كلمة الرئيس – فطنطاوي كان رئيسا لقوات الحرس الجمهوري و شفيق كان أحد تلاميذته و عمر سليمان كان

ذراعه الأيمن فهو من يتولى ملف القضية الفلسطينية و قضية مياه النيل بعد أن خرجت من الداخلية

 

 

3- أن الرجل لأسباب عدة -أهمها طول فترة بقاؤه في السلطة – تكونت حوله حلقات و حلقات من الفساد

هو مركزها و أقول إن الحلقة اللصيقة به التي كانت حوله سقطت بمن فيها : زكريا عزمي و صفوت الشريف و فتحي سرور و جمال مبارك و أحمد عز و

و كلمة سقطت هنا معناها أنه لم يعد لهم سلطة فعلية و لكن بالتأكيد لهم علاقات نافذة مع حلقات أخرى من الفساد لم تسقط بعد و أنا على يقين أنهم مازالوا يخططون  و يخططون

لو كان الفساد في مصر شكل حلقات فقط لكان إستئصاله هينا لكن  كلما بعدت عن المركز تلاشت الحلقات المتصله و تحول إلى جيوب للفساد هنا و هناك

ولم يعد حلقات كاملة مثل حلقة الوزراء  و حلقة أمانة السياسيات  و غيرها

و لا سبيل إلى القضاء على تلك الجيوب إلا بأن يتظاهر أصحاب المصالح ضد كل فاسد فيها

 

 

4- المجلس الأعلى للقوات المسلحة يبعث برسائل مطمئنة و ذات دلالة  فهو يعفو عن الرائد أحمد شومان

و هو يسجن أحمد عز و حبيب العادلي

و هو يستجيب لطلب بإنشاء حزب -مع أن أحكام الدستور معطلة و لم يطرأ عليها تغيير بعد- و هو يقرر أن تزيد الرواتب

بما نسبته 15% من الراتب الأساسي و هو ما يعبر عن رغبة صادقة في الحل و الحركة

 

 

5- أن ما حدث في مصر هو ما حدث في تونس مع إختلافات طفيفة في التفاصيل أما ما حدث في تونس فقد خلع الرئيس و تولت أذرعه رئاسة الدولة و البرلمان و هم أناس كان تحوم حولهم الشبهات

أما ما حدث و يحدث في مصر فنحن أمام رئيس وزراء من تلامذة الرئيس السابق المخلوع لكن لا تحوم حوله الشبهات !! لكن تحوم حول من إختارهم بعض الشبهات  و هو يغير من حوله شبهات الآن

 

 

 

6-أن هناك محاولات حثيثة لإجهاض أي تحركات مقبلة فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن أنه لن يسمح بأي تظاهرات فئوية

فنص  البيان الخامس يقول

 

 

“إلا أنه تلاحظ قيام بعض القطاعات في لدولة بتنظيم بعض الوقفات الإحتجاجية رغم عودة الحياة الطبيعية في ظروف من المفروض أن يتكاتف فيها كافة فئات و قطاعات الشعب

لمؤازرة هذا التحرك الإيجابي و دعم جهود المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتحقيق كافة طموحات و تطلعات المواطنين و المصريون الشرفاء يرون أن هذه الوقفات

في هذا الوقت الحرج تؤدي إلى آثار سلبية تتمثل في أولا …….ثانيا …..ثالثا :إرباك و تعطيل عجلة الإنتاج و العمل في قطاعات من الدولة رابعا:تعطيل مصالح المواطنين خامسا:…..

سادسا: تهيئة المناخ لعناصر غير مسؤلة للقيام بأعمال غير مشروعة ….. إلى أخره ”

ليس هذا فقط فهناك محاولات جادة و لا تخطأ العين مغزاها يقوم بها المجلس الأعلى للقوات المسلحة لفض حالة الشحن التي تكونت في المجتمع المصري في ال 3 أسابيع السابقة و من ضمن إجرائاتها

أ-حتى الآن لم تتخذ أية إجراءات ضد من إعتدى على الأرض الزراعية في الأيام الماضية تجنبا لإستفزاز الشعب

ب-تسريب معلومات هنا و هناك أن الرئيس السابق كان يصله تعليمات مضللة  لكسب تعاطف معه

ج-اليوم قالوا إن الرئيس لسابق قدم إقرار الذمة المالية و  كان يقدم ذلك الإقرار دائما

د-فتح باب تقديم المستندات للعمال و الموظفين كي يتم تثبيتهم  و قبول طلبات العمل و حجز الشقق  في مكاتب البريد -سياسة إلهاء الشعب و إعطاء الأمل و إثبات حسن النية –

 

 

 

 

 

7- أن ما يحدث الآن هو نفس ما قاله عمر سليمان عندما قال

“GO Home ! That’s what we can do now”

عودوا إلى بيوتكم هذا ما نستطيع أن نعمله الآن

و كان يتحدث عن

أ-تغيير بعض مواد الدستور التي غتفقت اللجنة التي كونها في عصر الرئيس السابق

ب- عدم ترشح الرئيس السابق و لا إبنه

ج-قبول الطعون في مجلس الشعب و هو ما تحول فيما بعد إلى حل مجلس الشعب

 

 

 

8-أن الشعب المصري أثبت أنه قادر على الثورة و الخروج مرات و مرات أخرى في المظاهرات حتى ينال ما يريد و يجب أن نرى جيدا ماحدث في يوم الجمعة 28 يناير فالشعب خرج من المساجد و يوم 25 يناير كان التجمع في مصطفى محمود

و يوم 18 فبراير كانت جمعة للإحتفال و هذا الأماكن و الأزمنة بدلالتها تكاد تشي بما هوية الدولة و إتجاهاتها و بما يجب أن يفعل

 

 

 

أما ما يمكن أن يحدث

 

 

1- أن يتم إجهاض كل المظاهرات القادمة و التعامل معها بخشونة  تبعا لتصريحات المجلس الأعلى  و هذا أستبعده

 

 

2-أن ينجح المجلس الأعلى للقوات المسلحة في فك و فض حالة الشحن الموجودة في المجتمع -أنى أرى أن الأمور قد بدأت تفقد قوتها الذاتية على الحركة ببساطة لأننا منذ البداية لم نكن نعرف ما نريد بل كنا نعرف ما لانريد (مش عاوزينه… إرحل  ) و فعندما تحقق هذه الأخيرة  أبدأت الأمور تهدأ و تستقر

 

 

3-أن تنجح جيوب الفساد المنتشرة هنا و هناك في أن تثبت مواقعها و تتلون باللون الجديد إستعدادا للإنقضاض في أي لحظة مواتية و هو ما أتوقعه

 

 

و على أي حال فإن مستقبل هذا البلد يمكن تلخيصه في نقطتين لا ثالث لهما

 

 

أ-مشروع فكري

ب-مشروع قومي

 

 

 

 

أما المشروع القومي فمعروف و تحدثنا عنه قبل ذلك قد يكون ممر التنمية أو ما هو أكبر من ممر التنمية مع التأكيد أنه سوف يكون مشروع زراعي و يسبقه مجموعة من الإجرائات لتنمية موارد نهر النيل الذي لا يصل لنا منه سوى القليل جدا

فالثروة في مصر هي زراعية بالإساس و لا يمكن عمل أي نوع من تراكم الثروة بدون الزراعة

 

 

أما المشروع الفكري فهو ما أود التحدث عنه

مبدئيا يجب أن ينطلق هذا الوطن  من قاعدة راسخة يعرف أين يريد أن يذهب

أما قاعدته فهو تراثه و هويته . يجب أن نعبر بكل صراحة عن هوية هذا البلد و أن نتصدى لمحاولات تغريب و تخريب الهوية المصرية التي إشتعلت على أشدها أيام أيام السادات

لن أنسى ما حييت ماقاله حسني مبارك لعماد أديب في إحدى المقابلات التليفزيونية عندما قال

“كنت عاوز أبقى سفير لندن مثلا حاجة كدا زي الإكسلنسات” و هذا الإقتباس يلخص مشكلة مصر : أزمة الهوية

-مبارك ليس إكلنس و الإكسلنسات مش عاوزين يبقى  إكسلنس من الأخر

 

 

أيام عبدالناصر كنا نقول إحنا عرب و إنتهت بالنكسة

أيام السادات كنا نقول إحنا مصريين و إنتهت بكامب ديفيد و قتل السادات

و أيام مبارك أصبنا بحالة غريبة لم نعد نعرف من نحن و إنتهت بخلعه

 

 

أنا أعترف إن مصر بها تراث فرعوني و مصر بها تراث مسيحي قبطي و بها تراث إسلامي لكن هوية هذا الوطن هي إسلامية بإمتياز

و عندما أقول إسلامية فالصفة هنا لا تدل على الإسم!! اصبحت الصفة لها معنى أوسع و أشمل

 

 

إن كلمة الحضارة الإسلامية لم تعد تعني فقط الإسلام الذي أنزل في جزيرة العرب  لكن المسلمون الأوائل مع فتوحاتهم يدكون حصون الشرك و معاقل الظلم دخلوا البلاد و إنصهروا فيها و إنصهرت ثقافات تلك البلاد من أول الثقافات الفارسية و الرومية و المصرية  و غيرها داخل بوتقة الإسلام

 

 

و لا عروبة بدون إسلام ذلك أن مصادر الثقافة العربية هي إسلامية بالضرورة فالعروبة لم تحفظ الإسلام في لحظات الإنهيار التاريخي أيام المماليك لكن القرأن هو من حفظ اللغة العربية و القرآن هو من صبغ العرب بصبغته

 

حتى الإسلوب في اللغة العربية تغير كثيرا عن زمان الجاهلية و نظرة واحدة فقط على أي نص من نصوص الجاهلية تثبت أن القرآن هو من غير العربية

فأصبحت لغة العرب أسهل و أوضح حتى جذور الكلمات المستخدمة الآن في اللهجات العامية و اللغة العربية المعاصرة أغلبها من  القرآن و أما ما جاء من خارج القرآن فلا نصيب له إلا قليلا

 

إنظروا إلى أسماء المحلات و قولوا لي كم منها الأجنبية و كم منها عربية ؟

فعندنا سيتي ستارز و أركديا و مول الهرم و مول طلعت كأن لغة الوحي عجزت فلم تعد تستطع أن تعبر عما تريد

و سؤال أخر : لماذا بقيت المساجد أسماؤها كلها بالعربية و لم يستطع سماسرة الغزو الثقافي أن يقتحموها ؟

إن المساجد هي القلاع الحصينة التي لم تستطع يد الإستعمار أن تنالها بسوء

 

 

 

 

فالتمسك بالهوية الإسلامية هو في الحقيقة هو التمسك بالعروبة فلا عروبة بدون إسلام

 

 

 

من هنا نبدأ : الإعتراف الواضح و الصريح بهوية هذا الوطن

 

 

و ليست المادة الثانية من الدستور إلا تأكيدا على ذلك فالمادة ليست تخدد الهوية فقط لكنها تحدد شكل العلاقة بين مصر و الكيانات المجاورة

فمصر تقع في محيط إسلامي بإمتياز من الغرب ليبيا و هي دولة سكانها مسلمون بكل معنى الكلمة : 97% مسلمون، و 3% ينتمون إلى ديانات أخرى معظمهم من الأجانب غير المقيمين بشكل دائم

أما جنوبها شمال السودان -الدولة الجديدة – أيضا إسلامية بإمتياز

فأما الشرق فمصيره طرد اليهود  من الأرض المقدسة !

 

 

و يجب على المسيحيين في مصر -أنا لا أدعوهم أقباطا و لا نصارى – يجب أن يفهموا جيدا أنهم جزأ أصيل من الكتلة الحضارية للشعب المصري , هم قد يكونوا أقل عدد لكنهم بالتأكيد ليسوا أقلية

 

 

إن هذا الجيل يجب أن يبنى أساس دولة قابلة للحياة ليس الأساس فقط بل عليه أن يشيد الدور الأول ثم يسلم الراية  و يأتي الجيل القادم و يكمل البناء

 

 

أما ما يجب أن يحدث

1-أن تجري تحقيقات واضحة كي نعرف ما كان يحدث فأنا لا يهمني شخصيا أن أقتل حسني مبارك ما يهمني أن أعرف كل شىء قبل أن يموت هذا الرجل

 

 

2- ما أراه الآن في هذا الوطن هي أفكار و جماعات و أرى إعطاء الفرصة لها جميعا أن تعبر عن نفسها مع إختلافي مع العديد منها يجب إنتخاب مجلس شعب تتحارب فيه هذه الأفكار

و يجب أن ننتخب من سيقدم أفكارا لنا لا من يقد صكوك العلاج على نفقة الدولة و لا من سيقدم المشروعات الخدمية من مياه و غاز إلى أخره من مشروعات و خدمات أقول ذلك

و أنا أعلم أن هناك خلافا بين الإخوان و السلفيين و الجماعة الإسلامية في الأفكار و التوجهات

هذا بخلاف الليبراليين و العلمانيين و غيرهم من أصحاب الأفكار  و أرى إعطاء الفرصة لهم جميعا كي يقنعوا الناس أو تنسحق أفكارهم مع مرور الوقت فأنا مازلت مقتنعا أن الأغلبية العظمى من الشعب  لا تعرف ما نريد بالتحديد و أن يكون مجلس الشعب

هو مكان هذا الصراع

أما بالنسبة لئيس الجمهورية فأرى أن يختص الرئيس بمجموعة من القضايا يأخذها أخذا من المخابرات و الخارجية أهمهم قضية مياه النيل و الوحدة الوطنية

 

 

3-مازلت أعتقد أن الحل الأمثل لنا هو الجمهوية الرئاسية

أ- ذلك أنه يتسق مع تراثنا فمازلت فكرة الإمامة أو الخليفة مسيطرة على عقولنا  أو فكرة القائد أو الزعيم  و متأصلة في الفكر الإسلامي  أو حتى في تاريخ هذا الوطن

ب-أن هذه الفترة الحرجة من مصير مصر يجب أن تكون قضايا النيل أهم الأولويات و أن تسند لشخص واحد ينفذه دون و أن تكون من إختصاصاته هو لا أحد غيره  فقضية مياه النيل لا توجد بها سياسات لكنها سياسة واحدة فقط هس سياسة عدم الإصطدام بدول الحوض

ج-طبعا يجب تحديدو تقليص  صلاحيات رئيس الجمهورية عما هي عليه الآن مع مراقبته من مجلس الشعب هذا بخلاف تحديد مدة الرئاسة بفترتين

د- الناس عندنا لم يعهدوا فكرة الأحزاب و الحكومة الحزبية و لا فكرة الحكومة الإئتلافية

ه-أن رئيس الدولة سوف يناط به العديد من الأشياء منها مثلا العلاقة مع إسرائيل

و- ال 5   أو 6 سنين المقبلة سوف نشهد في مصر إنكفاء على النفس لحل المشكل الداخلية هذا بخلاف الأفكار  المتصارعة حتى نستعيد الإجماع في مصر

ك-أهم ما كان يميز مصر في جميع عصورها فكرة الإجماع : أي أن الغالبية العظمى من الشعب تعرف أين تريد أن تذهب  و كيف تتحرك كنا كذلك حتى حرب إكتوبر ثم دخلنا إلى فترة تيه عظيمة توشك أن تنقشع

ل-حتى عندما عرفت مصر فكرة الأحزاب كان حزب الوفد هو حزب الأغلبية و كان هناك إجماع على أفكار الحزب

 

 

5- بكل إختصار : إعادة بناء الإنسان المصري و ما يستتبعه ذلك من تعليم و إعادة تشكيل عقله و شخصيته

 

 

4- يجب أن يكون لنا سياسة واضحة تجاه الدولة الجديدة في الشمال و أود أن ألفت الإنتباه

إلى ما قاله بعض زعماء الأحزاب في الشمال :” يجب أن نبحث لنا عن اسم أخر غير السودان فلا يصح أن  تسمى دولة بلون أصحابها !” و أنا مستوعب الأزمة في السودان

حتى قال بعضهم نسميها “الدولة الكوشية ” نسبة إلى إحدى الدول القديمة في تاريخ السودان

هنا في مصر قومية عفية أما هناك في السودان ليست بقوة مثيلتها في مصر

لكن بلا مواربة أو خجل يجب عن السؤال التالي : هل نحن مستعدون لمد حدود مصر الجنوبية كي تضم شمال السودان أم لا ؟

هل فات آوان الوحدة مع شمال السودان أم لا ؟

إن لم يفت فيجب أن يكون هناك خطة طويلة الأمد لضم الشمال -أظن ليست مستحيلة فالشمال هواه عربي إسلامي -و الحفاظ على وحدته و منعه من التفتت إلى دويلات

و إن فات الآوان فيجب أيضا الحفاظ عليه كتلة واحدة أما بالنسبة لجنوب السودان فهو شىء غير قادر على الحياة و سوف تنفجر الصراعات القبلية فيه عاجلا أم آجلا

و بدأت البشائر من مقتل أحد الوزراء إلى المجزرة التي راح ضحيتها 300 فرد!!

 

 

فقط أريد أن أذكر بما قاله تشرشل  و ما قاله شريف باشا سنة 1883 عندما طلب منه سحب الجيش المصري من السودان

قال شريف باشا ” إذا تركنا السودان فإن السودان لا يتركنا”

“يقول “ونستون تشرشل”  في كتابه (حرب النهر ) إن نهر النيل مثل نخلة البلح الكبيرة التي تمتد جذورها  في وسط أفريقيا في بحيرة فيكتوريا ولها جذع كبير في مصر والسودان

وقلبها وتاجها في دلتا مصر فإذا تم قطع الجذور فإن القلب سيجف وتموت النخلة

 

 

و أظن أن السياسة الغربية كانت تنفذ ما يقوله تشترشل بالحرف الواحد و الله المستعان

 

 

5- لا مفر من التمدد داخل أفريقيا في جميع الجهات و قطع يد إسرائيل الممتدة هناك في أفريقيا  و صد أي هجوم من ناحية الشرق و لا شك عندي في قدرة الجيش المصري في حماية الحلم المصري داخل حدوده

هذا بالإضافة أنه يجب إنهاء حالة الحصار المضروبة حول مصر : في الشمال الأسطول السادس

في الشرق إسرائيل و أمريكا في الخليج

في الجنوب أمريكا بقواعدها في أثيوبيا و التي تستعملها إسرائيل (تذكروا قصف قافلة في السودان بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي) هذا بلإضافة إلى الوجود الفرنسي في أوغندا

 

 

 

6- ضرورة وجود صناعة عسكرية مصرية حديثة أولا لتسليح الجيش المصري فليس من المعقول أن نستورد السلاح طوال حياتنا و هم أصلا لا يعطوننا إلا ما يريدونه هم و ثانيا لأن الصناعات العسكرية هي قاطرة الصناعات

الإنترنت كان إختراع عسكري

الطافة الذرية كان إختراع عسكري

الرادار إختراع عسكري

 

 

بدون صناعة عسكرية لن تتوفر لنا صناعات متقدمة  و أبحاث علمية راقية

 

 

7- الأزهر : حدث و لا حرج إما أن نبادر بإصلاح الأزهر الآن و إما فلن ينصلح حاله أبدا

و لا يمكن أن نسمح أن ينتشر الفقه البدوي في مصر  على رأي الشيخ الغزالي

 

 

8-ليس عندي شك في الإنسان المصري إن هذا الإنسان قادر لى البناء إلى مالا نهاية

 

 

و لن أنسى ما قاله لي أحد المصريين عندما كنت أتندر على حال جنود الأمن المركزي متوجها بحديثى لأحد أصدقائي

“دي ناس يتخاف منها مش ممكن يعملوا حاجة ”

 

 

فقال لي الرجل الذي لا أعرفه

 

 

“الناس دي هي اللي حاربت في حرب أكتوبر ”

 

 

و الله الموفق

 

عقلية محمد حسني مبارك : عقلية رجل تخلى و لم يتنحى عن رئاسة الجمهورية

15 Feb

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أرى أن أغلب ما كتب حتى الآن في الصحف يحتوي بعض الحقيقة و بعض المغالطات
فعندما أقرأ في الصحف المصرية الصادرة أن صحة مبارك في تدهور و أنه في غيبوبة فأنا لا أصدق هذه الأخبار و لا أراها إلا محاولة لتضليل الناس و الرأي العام و صرف نظره عن حسني مباركو تصرفاته  و أمواله و أموال عائلته
فالبيان الثالث للقوات المسلحة ” يتوجه بكل التحية و التقدير للسيد الرئيس محمد حسني مبارك على ما قدمه في مسيرة العمل الوطني حربا و سلما و على موقفه الوطني في تفضيل المصلحة العليا للوطن “
و لا ننسى أن المشر طنطاوي كان في يوم من الأيام قائدا لقوات الحرس الجمهوري
و عندما أرى تقارير صحفية تتحدث عن أن مبارك كان لا يعلم ماذا يحدث في التحرير في يوم 25 يناير و أن وزير الداخلية غير المأسوف عليه كان يخدعه فأنا أيضا لا أصدق هذه الأخبار و لا شك عندي أن مبارك كان يعلم جيدا ما يحدث في 25 يناير و بالذات في 26 يناير عندما كان المتظاهرون يخطفون في عربات الأمن المركزي و الميكروباصات ثم يلقى بهم في طريق إسكندرية الصحراوري و طريق الإسماعلية
و أجد من الصعب تصديق أن وزير الداخلية قد أمر بقطع خدمات الهاتف المحمول و الإنترنت بدون موافقة من الرئيس
لكني أصدق أنهم كانوا يعتقدون و مازلوا يعتقدون أن ما حدث كان بفعل أياد خارجية
فعمر سليمان في مقابلته على شبكة إي بي إس يقول بالحرف الواحد
“إنها ليست أفكار الشباب فقط بالتأكيد هناك جماعات خارجية تحركهم “
و هذا هو مغزى التحقيقات التي كانت تجري مع العديد ممن إعتقلوا و إستجوبوا في أمن الدولة و المخابرات
لكن فكرة الأيد الخارجية يحتاج لوقفة طويلة للفهم
فها هو حسني مبارك يقول لبن إليعازر بعد أن تخلى عن الرئاسة  ” إنتظروا الفوضى “
و ها هو عمر سليمان يقول “إنها أفكار الجماعات الإسلامية “
و ها هم الإسرائيليون يقولون للأمريكيين أن يأخروا الإنتخابات خوفا من وصول المتطرفيين إلى الحكم
و من قبل ذلك أمر مبارك  بأن تغلق  المعابر أن تغلق في وجه الفلسطينين و و يبنى جدار فولاذي تحت الأرض لإسقاط حماس
إن كل هذه الوقائع تشى بأن كانت هناك حرب غير معلنة على الجماعات الإسلامية
فحسني مبارك لا يقصد بالفوضى إلا الإخوان في مصر
و عمر سليمان قد عين رئيسا للمخابرات في الفترة التي كانت مصر تحارب فيها الإرهاب و إرتبط في ذهنة الإرهاب و الجماعات الإسلامية و الإخوان
أما الإسرائيليين فحدث و لا حرج
و كم رأينا في وثائق ويكيليكس عمر سليمان يهدد الإيرانيين لأنهم يدعمون حماس و التي ينظر لها أن الإبن الشرعي للإخوان في مصر
حتى عندما ألقى مبارك الخطاب الثاني و الذي قال فيه أنه لن يرشح نفسه فقد أبدى تحفظا واضحا على قبول كل الطعون و أنا متيقن أنه لم يكن ليأمر بقبول كل الطعون لكن كان سيقبل ببعضها أو ما مجمله 125 طعنا
و هذا مازال يفسر عقلية حسني مبارك فالرجل شهد إغتيال السادات بأم عينيه و لن ينسى ما قاله خالد الإسلامبولي له  ” وسع  ! إحنا مش عاوزينك إنت إحنا عاوزينه هو ” و الضمير هو  يعود على السادات
منذ تلك اللحظة بدأت تتشكل عقلية حسني مبارك السياسية  : محاربة الجماعات الإسلامية
و هو ما يفسر تزوير إنتخابات مجلس الشعب الأخيرة
أعلم أن قد يكون لأحمد عز دور في ذلك
لكن ما أعرفه جيدا أنه كان هناك  تصريح لوزير الداخلية قبلها بسنة أن ما حدث في إنتخابات 2005 لن يتكرر مرة أخرى و هذا التصريح إن كان يدل على شىء فهو يدل على النية المبيتة لإسقاط الإخوان
و تحدثت مع بعض من أداروا الإنتخابات و جميعهم كانوا يقولون أن هذه القوائم – التي حجز فيها رمز الهلال و الجمل لكل مرشحي الحزب الوطني – خرجت من الداخلية
قالوا لي
” كنا بنتصل بالداخلية و يسألونا فلان الفلاني خد كام صوت و لو لقوه هيسقط كانوا بيجيبوا صناديق تانية ملانة أصوات  و يحطوها “
إذا فحسني مبارك الذي قال في العديد من تصريحانه و أحدها كانت في معرض الكتاب  عندما سئل عن أن الأحزاب يجب أن يكون لها دور أكبر من هذا  و أن تتولى هي تشكيل الحكومة فقال
“إنتو عاوزين نرجع تاني زي ما كنا أيام الملك كل إسبوع في وزارة ؟ لأ مصر لازم يحكمها حزب واحد “
و كان هذا الحزب هو الحزب الوطني
و هذه الواقعة مازات تفسر الخطاب الثاني لمبارك
فهو لم يسقل من الحزب الوطني و كان سيغير المواد 67 و 77 من الدستور بالتأكيد لكنه كان في الفترة المتبقية  سيشكل المستقبل على هواه و هواه هو أن تستبعد جميع الجماعات الإسلامية و المعارضة من الحياة السياسية
و مما يؤكد العبارة السابقة أن الحوار لم يتم مع البرادعي و لكن تم مع الأحزاب الحكومية من أول السيد البدوي حتى رفعت السعيد !!!
كان سيعيد تشكيل الحزب الوطني من جديد و إعادة بنائه – و قد قالها الدكتور حسام بدراوي لوائل غنيم الحزب خلاص إتغير و اللي حصل قبل كدا مش هيحصل تاني
عقلية حسني مبارك و الذين معه هي عقلية إستئصال الإخوان – و أنا لست منهم – و الجماعات الإسلامية  و إسئناس المعارضة
لقد كان للرجل إتجاهات واضحة في السياسة و يمكن فهم موقفه من قضية المعابر في ضوء رغبته و رغبة مساعديه في التخلص من الجماعات الإسلامية
لكن الحق يقال أيضا أن هناك العديد من مستشاريه كانوا ينقلون له صورة مغلوطة عن بعض اشياء
منها عندما تحدث عن إتفافية المعابر و هذه الإتفاقية لا تخص مصر بالمرة لكنها إتفاقية بين السلطة و إسرائيل و تصريحاته في تلك الفترة تعبر عن عدم فهم لتلك الإتفاقية و حتى على عدم قراءه لها
هذا ليس دفاعا عن الرجل لكن محاولة لفهم عقلية أوصلته أن يترك منصب الرئاسة صاغرا غير مأسوف عليه
إنها عقلية رجل قال في خطابه الأخير أن “تخلى عن رئاسة الجمهورية ” بينما كنا نطالب نحن ب ” تنحيه عن رئاسة الجمهورية ” و شتان بين المعنيين
و الله الموفق و المستعان

 

 

مقترحات للفترة المقبلة في تاريخ مصر

12 Feb

الحمد لله الذي أزاح عنا هذه الغمة و وقانا شر الصدام  مع الجيش

أما بعد

فإن الفترة القادمة في تاريخ مصر لا بد  أن تشهد ملحمة لبناء هذا الوطن على أسس سليمة قابلة للإستمرار تسلم الأجيال الراية لبعضها البعض مع العلم أن هذا الجيل سيناط به أن يبني أساس الدولة و الطابق الأول ثم يتبعه بعد ذلك الجيل القادم فيبني الطابق الثاني و هكذا فما أراه الآن في هذا الوطن هي أفكار و جماعات و أرى إعطاء الفرصة لها جميعا أن تعبر عن نفسها مع إختلافي مع العديد منها يجب إنتخاب مجلس شعب يكون الفصل فيه لهذه الأفكار و يجب أن ننتخب من سيقدم أفكارا لنا لا من يقد صكوك العلاج على نفقة الدولة و لا من سيقدم المشروعات الخددية م مياه و غاز إلى أخره من مشروعات و خدمات أقول ذلك و أنا أعلم أن هناك خلافا بين الإخوان و السلفيين و الجماعة الإسلامية في الأفكار و التوجهات هذا بخلاف الليبراليين و العلمانيين و غيرهم من أصحاب الأفكار  و أرى إعطاء الفرصة لهم جميعا كي يقنعوا الناس أو تنسحق أفكارهم مع مرور الوقت أما عن منصب رئيس الجمهورية فأرى أن يختص الرئيس بمجموعة من القضايا يأخذها من المخابرات و الخارجية أهمهم قضية مياه النيل و الوحدة الوطنية أما مياه النيل  فيجب علينا أن ننظر إلى المستقبل و نرى كيف يمكن زيادة رقعة مصر الزراعية سواءا عن طريق مشروع ممر التنمية الذي طرحه فاروق الباز أو شق نيل جديد إلى الغرب من النيل الحالي و هذا الأخير يحتاج إلى تنمية موارد النهر نفسه و المزيد من التعاون مع دول حوض النيل و للننتظر ما سيقوله الدكتور رشدي سعيد بخصوص هذا الأمر فقد قال أنه عائد لوطنه

إن دول الحوض هي الفرصة المفتوحة على مصراعيها و الأكيدة لمصر لتصدير خبراتها و علمها و منتجاتها و يجب علينا نحن المصريين دخول هذه الأسواق سواءا بارأس مال عم أو خاص و يجب حماية رأس المال الخاص و أنا أشد المؤمنين بهذا المبدأ وهو حق الفرد في التملك و إدارة المشروعات و على الدولة أن تحمي هذا المال و تدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة و لا تصادره أبدا كما حدث في ثورة 23 يوليو أقول هذا بمناسبة ما يحدث لشركة أوراسكوم في الجزائر أما قضية الوحدة الوطنية  و قد كتب الكثير عن هذه القضية و لا أرى داعيا لتكرار ما كتب مرارا و تكرار لكني أود أن التأكيد على أن  رئيس الجمهورية أو أي من كان له الأمر في ذلك أن يعيد للأزهر مكانته التى فقد الكثير منها على مر الأيام بسبب تدخل النظام في عمله و أرى أن بداية الإصلاح أن يكون منصب شيخ الأزهر بالإنتخاب  -و يستقيل الشيخ الحالي – و يترك لأهله من أصحاب النهى أن  يقيموا أموره مع ما  يتفق مع مصالح الدولة المصرية و الأمة الإسلامية مع تأكيد أن المسلميين لن يقبلوا إلا بالإحتكام إلى شرعيتهم  : قرآنهم و سنة نبيهم

أما بالنسبة للتعليم الأساسي فأرى أن يحرم و يجرم  تدريس اللغات الأجنبية قبل الصفوف الإعدادية إن المرحلة الإبتدائية هي التي يتشكل فيها وجدان الطفل و نفسيته و نحن نريد أن نأكد عروبة هذا النشأ الجديد و أرى عودة التعليم الديني إلى المدارس فكم شاهدنا من أناس إعوجت ألسنتهم و لا ينطقون القرآن نطقا صحيحا و كم شاهدنا من أخطاء إملائية في النشىء الجديد , إن سياسة تجفيف منابع الإسلام يجب أن تنتهي فورا أما السؤال الهام عن إتجاهات مصر في الخارج و هويتها فأرى أنه لا بد من الإعتراف يأنها عربية إسلامية إن مصر في القلب من العرب و العرب في القلب من الأمة الإسلامية و بغير هذا لن يستقيم حال الأزهر و لن تستقيم رسالة مصر

أما السؤال الملح و التي يجب الإجابة عليه بدون تردد أو مواربة فهو حدود مصر الجنوبية و موقفنا من مد تلك الحدود  كي تشمل  شمال السودان إن السودان الشمالي الآن هو جار مصر و لا موارد مائية له   سوى مياه النيل  و هذا أمر يجب التفكير فيه بإمعان إنه لا وجود لمصر بدون النيل إذا حدث شىء لهذا النهر فستتوقف الحياة في هذا البلدو إني أذكركم بما قاله ونستون تشرشل عن مصر و هو لا يخلو من مؤامرة ” إن نهر النيل له شكل عجيب فله أغصان و جذور فأما الأغصان فهي في الدلتا و أما الجذور فهي في جنوب السودان و إذا ما قطعت الجذور ماتت الأغصان “و أظن أن السياسة الغربية تتبع ما قاله تشرشل حتى الآن و الله المستعان أعلم أن هناك ما يشبه القومية في شمال السودان و ليست بعنفوان القومية المصرية و لكن  يجب أن يكون لدينا سياسة و اضحة تجاه السودان  -أتحدث عن شمال السودان لا عن جنوبه فالشمال عربي إسلامي بإمتياز

1– إما بخطة طويلة الأمد لإقناعهم  -أنهم جزء من مصر – و هذا صحيح فالعديد من الأسرات الفرعونية التي حكمت مصر جاءت من السودان  و من أمثلة ذلك الأسرة الخامسة و العشرون و من ينظر إلىإبى الهول يرى الملامح النوبية و السودانية أقول ذلك لأني أرى من في السودان حائرون فهم يريدون تغيير تسمية دولتهم إلى شىء جديد و قالها العديد من زعمائهم ” كيف تسمى دولة بلون أصحابها “و هم محقون في ذلك

2- أو الحل الآخر أن يكون وقت الوحدة مع السودان قد فات و في هذه الحالة يجب وجود سياسة واضحة للتعامل مع دولتي الجنوب : شمال و جنوب السودان و في أي من الحالتين يجب الحفاظ على ما تبقى من شمال السودان جزءا واحدا مهما كلف الأمر فنحن لا نستطيع أن نرى ما تبقى من السودان  مقسما ما بين دولة في دارفور و دولة في الوسط و دولة في الشمال تريد الوحدة مع النوبة في مصر و دولة في الشرق و هو أكبر تهديد للأمن القومي المصري أكبر ذلك الشيء الرابض على حدودنا الشرقية

و أرى أننا علينا مسؤلية جسيمة تجاه السودان شماله و جنوبه شرقه و غربه

هناك أمر أخر يجب أخذه في الإعتبار و هو العلاقات بين المخابرات المصرية و الموساد فنحن نعلم تمام العلم أن هناك صلات قوية و لا توجد مثل هذه الصلات بين الجيش المصري و غريمه الإسرائيلي نحن ينبغى أن نعرف ماهي حدود العلاقة بين جهازي المخابرات المصري و الإسرائيلي أما الموازنة العامة لمصر فيجب أن تكون مفصلة تفصيلا كاملا و اضحا و لا نرى أي بنود من نوعية : 40 مليار جنية بنود أخرى !!!

شىء أخر يجب التأكيد علية هو وزارة الداخلية . إن تلك الوزارة يجب أن يعاد بناؤها من جديد و أن تقلص النفقات فيها فنحن كنا أمام جيش تعداده أكثر من 3 أضعاف الجيش المصري و هذا الجيش من الأمن المركزي و خلافه لم يمنع البلاد من غياب الأمن و أقترح أن يغير إسم جهاز أمن الدولة لسمعته السيئة لأي إسم أخر بالإضافة إلى تحديد صلاحياته و خضوعها للرقابة : أي شىء لن يستقيم في هذا البلد إلا بالرقابة نعم إن الإنسان تحكمه قوة ضميره لا شراسة القانون لكن يجب أن يكون هناك رادع حازم لم تسول له نفسه أن يأذي المجتمع- بالمناسبة أرى أن الآن هو الوقت المناسب لسن حد السرقة بقطع يد من سرق مال و نهب أرض هذا البلد-أرى أيضا أن تضاف مادة أخرى في المناهج الدراسية الجامعية أو قبل الجامعية فأما في الجامعة فيجب أن يكون هناك نوع من التربية السياسية للشباب ذلك بإضافة  مادة في العلوم الساسية لفهم النظام الساسي المصري و السياسية المصرية الخارجية و الداخلية  و تكون تلك المادة أساسية أما في التعليم قبل الجامعي فيجب أن يكون هناك مادة نسميها مثلا مادة الحقوق تتحدث في مجملها عن حقوق المواطن و واجبات الشرطة  و ما لا يحق للشرطة أن تقوم به
أما عن الأحكام القضائية فحدث و لا حرجوقف تصدير الغاز أو إعادة تسعيره هو الحكم الذي يجب  أن ينفذ أولا  – في الحقيقة لا أعلم ما مصير هذا الحكم بعد حل الدستور الحالي أما عن التقاليد الجامعية فحدث و لا حرج , أرى الكثير من الشباب يدخنون في الجامعة و أذهب إلى بعض المدرجات فأرى أن هناك طلابا يلبسون زيا كأنهم متجهين للنادي لا الجامعة و هذه المشكلة جزء من مشكلة الزي في مصر فنحن عندنا من يلبس البدلة و من يلبس الجلباب و من يلبس  ملابس تقليدية من قميص و بنطال (كاجوال) و من يلبس لباس رياضى (سبور) إلى أخره من المسميات و العديد ممن يلبسون هذه الألبسة يلبسون الجلباب في صاة الجمعة هذا طبعا بخلاف الكهنة و القساوسة .أحترم كثيرا الهنود فقد إختاروا زيا رسميا عندهم يتسق مع ما ورثوه  من حضارة آبائهم و أجدادهم  هذا بخلاف زي النساء

أما بالنسبة لإسرائيل فلا أرى إلا أن يتم تجاهل هذا الشىء و حصاره داخل حدود و قطع يده الممتدة في أفريقيا و البحر الأحمر و لا أرى نقض المعاهدة الآن فالمعاهدة سوف تنقض لكن بعد حين و لا مصلحة لنا الآن بإغلاق قناة لسويس و لا مضايق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية و لنحاول الحصول على أكبر مكاسب من الغرب عن طريق إبتزازه و هم يعرفون أنهم لا يستطيعون أن يتحملوا خسارة مصر
أما الأمر الذي لا أعرف له حلا فهو الأوضاع داخل الكنيسة المصرية

إن مصر ليست إرثا نرثه عن الأباء و الأجداد لكنها أمانة نؤديها للأبناء و الأحفاد