Tag Archives: تنحى

عقلية محمد حسني مبارك : عقلية رجل تخلى و لم يتنحى عن رئاسة الجمهورية

15 Feb

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أرى أن أغلب ما كتب حتى الآن في الصحف يحتوي بعض الحقيقة و بعض المغالطات
فعندما أقرأ في الصحف المصرية الصادرة أن صحة مبارك في تدهور و أنه في غيبوبة فأنا لا أصدق هذه الأخبار و لا أراها إلا محاولة لتضليل الناس و الرأي العام و صرف نظره عن حسني مباركو تصرفاته  و أمواله و أموال عائلته
فالبيان الثالث للقوات المسلحة ” يتوجه بكل التحية و التقدير للسيد الرئيس محمد حسني مبارك على ما قدمه في مسيرة العمل الوطني حربا و سلما و على موقفه الوطني في تفضيل المصلحة العليا للوطن “
و لا ننسى أن المشر طنطاوي كان في يوم من الأيام قائدا لقوات الحرس الجمهوري
و عندما أرى تقارير صحفية تتحدث عن أن مبارك كان لا يعلم ماذا يحدث في التحرير في يوم 25 يناير و أن وزير الداخلية غير المأسوف عليه كان يخدعه فأنا أيضا لا أصدق هذه الأخبار و لا شك عندي أن مبارك كان يعلم جيدا ما يحدث في 25 يناير و بالذات في 26 يناير عندما كان المتظاهرون يخطفون في عربات الأمن المركزي و الميكروباصات ثم يلقى بهم في طريق إسكندرية الصحراوري و طريق الإسماعلية
و أجد من الصعب تصديق أن وزير الداخلية قد أمر بقطع خدمات الهاتف المحمول و الإنترنت بدون موافقة من الرئيس
لكني أصدق أنهم كانوا يعتقدون و مازلوا يعتقدون أن ما حدث كان بفعل أياد خارجية
فعمر سليمان في مقابلته على شبكة إي بي إس يقول بالحرف الواحد
“إنها ليست أفكار الشباب فقط بالتأكيد هناك جماعات خارجية تحركهم “
و هذا هو مغزى التحقيقات التي كانت تجري مع العديد ممن إعتقلوا و إستجوبوا في أمن الدولة و المخابرات
لكن فكرة الأيد الخارجية يحتاج لوقفة طويلة للفهم
فها هو حسني مبارك يقول لبن إليعازر بعد أن تخلى عن الرئاسة  ” إنتظروا الفوضى “
و ها هو عمر سليمان يقول “إنها أفكار الجماعات الإسلامية “
و ها هم الإسرائيليون يقولون للأمريكيين أن يأخروا الإنتخابات خوفا من وصول المتطرفيين إلى الحكم
و من قبل ذلك أمر مبارك  بأن تغلق  المعابر أن تغلق في وجه الفلسطينين و و يبنى جدار فولاذي تحت الأرض لإسقاط حماس
إن كل هذه الوقائع تشى بأن كانت هناك حرب غير معلنة على الجماعات الإسلامية
فحسني مبارك لا يقصد بالفوضى إلا الإخوان في مصر
و عمر سليمان قد عين رئيسا للمخابرات في الفترة التي كانت مصر تحارب فيها الإرهاب و إرتبط في ذهنة الإرهاب و الجماعات الإسلامية و الإخوان
أما الإسرائيليين فحدث و لا حرج
و كم رأينا في وثائق ويكيليكس عمر سليمان يهدد الإيرانيين لأنهم يدعمون حماس و التي ينظر لها أن الإبن الشرعي للإخوان في مصر
حتى عندما ألقى مبارك الخطاب الثاني و الذي قال فيه أنه لن يرشح نفسه فقد أبدى تحفظا واضحا على قبول كل الطعون و أنا متيقن أنه لم يكن ليأمر بقبول كل الطعون لكن كان سيقبل ببعضها أو ما مجمله 125 طعنا
و هذا مازال يفسر عقلية حسني مبارك فالرجل شهد إغتيال السادات بأم عينيه و لن ينسى ما قاله خالد الإسلامبولي له  ” وسع  ! إحنا مش عاوزينك إنت إحنا عاوزينه هو ” و الضمير هو  يعود على السادات
منذ تلك اللحظة بدأت تتشكل عقلية حسني مبارك السياسية  : محاربة الجماعات الإسلامية
و هو ما يفسر تزوير إنتخابات مجلس الشعب الأخيرة
أعلم أن قد يكون لأحمد عز دور في ذلك
لكن ما أعرفه جيدا أنه كان هناك  تصريح لوزير الداخلية قبلها بسنة أن ما حدث في إنتخابات 2005 لن يتكرر مرة أخرى و هذا التصريح إن كان يدل على شىء فهو يدل على النية المبيتة لإسقاط الإخوان
و تحدثت مع بعض من أداروا الإنتخابات و جميعهم كانوا يقولون أن هذه القوائم – التي حجز فيها رمز الهلال و الجمل لكل مرشحي الحزب الوطني – خرجت من الداخلية
قالوا لي
” كنا بنتصل بالداخلية و يسألونا فلان الفلاني خد كام صوت و لو لقوه هيسقط كانوا بيجيبوا صناديق تانية ملانة أصوات  و يحطوها “
إذا فحسني مبارك الذي قال في العديد من تصريحانه و أحدها كانت في معرض الكتاب  عندما سئل عن أن الأحزاب يجب أن يكون لها دور أكبر من هذا  و أن تتولى هي تشكيل الحكومة فقال
“إنتو عاوزين نرجع تاني زي ما كنا أيام الملك كل إسبوع في وزارة ؟ لأ مصر لازم يحكمها حزب واحد “
و كان هذا الحزب هو الحزب الوطني
و هذه الواقعة مازات تفسر الخطاب الثاني لمبارك
فهو لم يسقل من الحزب الوطني و كان سيغير المواد 67 و 77 من الدستور بالتأكيد لكنه كان في الفترة المتبقية  سيشكل المستقبل على هواه و هواه هو أن تستبعد جميع الجماعات الإسلامية و المعارضة من الحياة السياسية
و مما يؤكد العبارة السابقة أن الحوار لم يتم مع البرادعي و لكن تم مع الأحزاب الحكومية من أول السيد البدوي حتى رفعت السعيد !!!
كان سيعيد تشكيل الحزب الوطني من جديد و إعادة بنائه – و قد قالها الدكتور حسام بدراوي لوائل غنيم الحزب خلاص إتغير و اللي حصل قبل كدا مش هيحصل تاني
عقلية حسني مبارك و الذين معه هي عقلية إستئصال الإخوان – و أنا لست منهم – و الجماعات الإسلامية  و إسئناس المعارضة
لقد كان للرجل إتجاهات واضحة في السياسة و يمكن فهم موقفه من قضية المعابر في ضوء رغبته و رغبة مساعديه في التخلص من الجماعات الإسلامية
لكن الحق يقال أيضا أن هناك العديد من مستشاريه كانوا ينقلون له صورة مغلوطة عن بعض اشياء
منها عندما تحدث عن إتفافية المعابر و هذه الإتفاقية لا تخص مصر بالمرة لكنها إتفاقية بين السلطة و إسرائيل و تصريحاته في تلك الفترة تعبر عن عدم فهم لتلك الإتفاقية و حتى على عدم قراءه لها
هذا ليس دفاعا عن الرجل لكن محاولة لفهم عقلية أوصلته أن يترك منصب الرئاسة صاغرا غير مأسوف عليه
إنها عقلية رجل قال في خطابه الأخير أن “تخلى عن رئاسة الجمهورية ” بينما كنا نطالب نحن ب ” تنحيه عن رئاسة الجمهورية ” و شتان بين المعنيين
و الله الموفق و المستعان