Tag Archives: الجيش Army

لهذه الأسباب لن أتظاهر يوم 27 مايو القادم

24 May

أبدأ فأقول أنا لست من الإخوان و لا من السلفيين و لكني إنسان مسلم أعيش في مصر متأثر بأفكار الشيخ الغزالي و الشعراوي و محمد عبده عن الدولة الإسلامية

أنا ان أنزل للتظاهر يوم الجمعة القادم الموافق 27 مايو للإسباب التالية

1-أن الجمعة اسمها جمعة الغضب الثانية و هذ شىء لا يمكن القبول به فمن ناحية لم تنتهي الثورة الأولى حتى نقوم بثورة ثانية

نعم أنا أؤيد بعض المطالب التي ذكرت منها : الإسراع في المحاكمات و منع محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية و الإفراج الفور عن جميع المعتقلين المدانين بأحكام عسكرية و إحالتهم إلى محاكم مدنية

2- يجب إحترام إرادة الاستفتاء فقد جاءت النتيجة بنعم و الاستفتاء لم يكن على مجموعة من المواد بل كان على شكل المرحلة الإنتقالية فالمواد التي تمت الموافقة عليها في الاستفتاء كانت تؤدي بالمرحلة الإنتقالية  إلى مجلس عسكري و مجلس شعب و مجلس شورى و من ثم إنتخابات رئاسية . هناك الكثيرون يقولون إن الجيش تلاعب بنتيجة الاستفتاء و أصدر إعلان دستوري !!أقول هذا غير صحيح فاللواء ممدوح شاهين قال قبلها أن دستور 71 سقط بقيام الثورة و لا رجعة له و في كلا الحالتين سيصدر إعلان دستوري سواء قلنا نعم أو لا و أزيد فأقول إن الإعلان الدستوري في جوهرة هو دستور 71 مع إضافة دور المجلس الأعلى للقولت المسلحة الذي اكتسب شرعيته من نتيجة الاستفتاء بنعم التي كانت مواده توافق على دور المجلس العسكري

3- إن الإنقلاب الآن على نتيجة الإستفتاء سواءا بالمطالبة بمجلس رئاسي أو تأجيل الإنتخابات أو وضع الدستو أولا  سوف يغري فيما بعد بالإنقلاب على نتائج الديموقراطية أيا كانت نتيجتها و سوف يستخدم المنقلبون في ذلك الوقت السابقة التاريخية بالإنقلاب على نتيجة الإستفتاء لتبرير موقفهم من الإنقلاب على نتائج أي إنتخابات و هو أمر لا يمكن السماح بحدوثه و أقول لمن صوتوا بلا ” اقبلوا الهزيمة و كفاكم تبريرات واهية أن السلفيين خدعوا الناس أو الإخوان غرروا بالمسلمين في مصر فتحول الإستفتاء إلى استفتاء على المادة الثانية ”

4- أود أن أقول إنه من الممنوع حاليا تحت أي ظرف من الظروف إقصاء أي طرف من الأطراف

أقول هذا و أريد ان أذكركم أننا نجحنا في الثورة عندما تناسينا خلافتنا و توحدنا في مواجهة النظام الفاشي النازي في ميدان التحرير كنا هناك جميعا حتى الإخوان كانوا هناك و كانت القرارات تتخذ باجماع أو شبه اجماع جميع الأطراف فما إن نجحت الثورة إلا و تخوف الجميع من الإخوان لا أعلم لماذا   فما كان من الإخوان إلا الدعوة إلا قائمة موحدة لدخول إنتخابات مجلس الشعب و لكن طلبهم قوبل بالرفض !!!الإخوان بالنسبة لي هم الممثل الوحيد للمشروع الإسلامي في هذا البلد – و هو المشروع الوحيد الذي سينجح في هذا البلد – و هو اقوى التيارات في البلد و ممنوع أن يتم إقصائهم . إن أي بلد من البلدان فيه العديد من التيارات المتناقضة و المتنافرة و يجب عليها أن تجد طريقة للتعامل فيما بينهما كل حسب قوته فإذا قال أحدهم إن التيارات و الأحزاب الجديثة لم تأخذ وقتها بعد   لتبني قوتها أقول إن الأحزاب القديمة كلها ليست لها فرصة في البقاء أما الأحزاب الجديدة فلن تنجح أيضا لأنها

أ- منها أحزاب يمولها نجيب ساويرس و هذا كفيل بإفشالها

ب-هناك العديد منها من يرفع راية الليبرالية أو العلمانية أو اليسارية و مشكله هذه الأسماء أنه أصبحت أسماء سيئة السمعة  لقد أنفق الأزهر كثيرا من وقته في السبعينات و الثمانينات و التسعينات لضرب هذه التيارات و شارك في ضرب هذع التيارات علماء من نوعية الشيخ الشعراوي و الغزالي و عبد الحليم محمود ( شاهد الفيديو على اليوتيوب الذي يقول الشيخ الشعراوي فيه أن العلمانيين كذابون و أن العلمانية ضد الدين )

و بالتالي فمنوع منعا باتا مطلقا إقصاء التيار الإسلامي لأنه هو المستقبل . أني  مختلف مع الإخوان و السلفيين لكن هذا لا يدعو إلي إقصائهم  خصوصا إذا كانوا وصلوا لحالة الإفلاس الفكري ) أو أنهم لا  يقولون لنا ماذا يريدون !)   الذي هم فيه الآن فلا خوف منهم

5-أنا أعلم جيدا أني سأذهب يوم الجمعة القادمة و سوف أجد ملصقات تدعو للمجلس الرئاسي أو تأجيل الإنتخابات و هذا معناه  أني أجر جرا إلى الموافقة على شىء لا أريده أنا

6-هناك العديد من النشطاء يقولون إنهم ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين ك أقول لهم معكم حق لكن القضاء العسكري أسرع من ا لقضاء المدني  و ما يأخذ إسبوع في القضاء العسكري يأخذ في غيره شهرا و أكثر فأنا لا أعترض على القضاء العسكري طالما كان عادلا و  أسرع  و أقول أيضا ماذا سنفعل إذا حكمت المحاكم المدنية على بعض النشطاء بالسجن ؟ لقد رأيت بأم عيني بعض النشطاء يستفزون ضباط الجيش و كانوا يتلذذون بالتعامل معم باستعلاء

7- هناك تحريض مستمر ضد المجلس العسكري و بدأت أسمه همهمات عن فساد الجيش في مصر : أقول لهؤلاء المجانيين

أ- لا يمتلك أحد منكم وثيقة واحدة تثبت فساد أعضاؤه ثانيا :

ب: يقول مجموعة من الجهابذه أن هناك فرقا بين الجيش و المجلس العسكري !!أقول لا لا يوجد فالجيش الذي لا قيادة له ليس بجيش بل هو مجموعة من الأفراد و الفرق و السلاح الذي لا فائدة منهم لأنهم بلا قيادة

ج- إلإنحياز للثورة كفيل بان يغفر لأعضاء المجلس العسكري أي شبهة

8- أقول للمطالبين بمحاكمات بسرعة البرق للفاسدين إن المحاكم إجازة في شهر يوليو و أغسطس و سبتمبر أي أن المحاكمات ستتوقف في هذه الفترة شئنا أم أبينا

9- أريد ان أنبه أن الثورة ساعدت كثيرا في تحسين صورة الشباب في نظر المجتمع و ينبغى أن نحافظ على هذه الصورة مهما كلفتنا فالظهرو بمظهر الثائر  الأهوج دائما دون تفكير أو استعمال العقل سيسيء لصورتنا  أمام المجتمع و سيقال ” بصوا الشباب بيعكوا إيه ؟ شوية عيال صحيح ”

10-يجب تغيير اسم جمعة الغضب الثانية إلى أي اسم أخر و جعلها أي يوم أخر لتجرأ منظموها على القفز على نتيجة الإستفتاء

11-إن الجمعة القادة لن يكون الحضور كثيفا و بالتالي سيفضح من دعوا للجمعة و أقول لهم لماذا لا تتناقشون مع جميع التيارات السياسية و تأخذوا الإجماع و تخرجوا علينا بقانون و مطالب محددة عن كيفية  محاكمة رموز النظام بدلا من الكلام العائم الذي لا معنى له  من أمثلة ” الإسراع بالمحاكمات ”

12 – هناك العديد ممن يطالبون بحل الأمن المركزي و أقول لهم هل هناك في في هذا العالم بلد لا توجد به شرطة مكافحة الشغب ؟و هل إذا غيرنا اسم الجهاز إلى مكافحة الشغب ستوافقون ؟ ما لكم كيف تحكمون

13-نريد إعلا ما ثوريا !!نعم نريد ذلك لكن حتى الآن لم يقل لى أحد كيف نفعل ذلك إن جميع المطالب هى من  نوعية ” الإسلام هو الحل” كلام عام جدا غير محدد و لا يطرح أي طريقة لتنفيذه نريد طلبات محددة و كيفية تنفيذها

و الله من وراء القصد

أسباب ثورة الغضب الثانية و الرد عليها

شاهد عيان على أحدداث إمبابة : ماذا حدث في إمبابة

9 May

هذه الرسالة وصلتني من أحد الأصدقاء المسيحيين الذين أعتز بمعرفتهم أنشرها كما هي مع حذف أسماء الأشخاص منها
انا مكنتش فى بداية الاحداث من اولها خالص انا كنت راجع من الشغل على الساعة سبعه ونص وكانت الاحداث بدات من قبليها بساعتين لما روحت على الكنيسة كان فيه تجمعات للمسلمين السلفيين اهتقولى عرفت ازاى اهقولك انتاكيد بترعف تفرق من الشكل العام بتاع الشخص بيبان على ملبسه ومظهره وطريقة الكلام وانت تفهم فى كده اكتر منى المهم التجمعات ديه انت مسلحه باسلحه بيضا وناس منهم كانت بتجمعهم والى بيحاول يمشى منهم كانوا بيرجعوه تانى والوضع كان كالاتى لحظة وصولى للمكان ان السلفيين واخدين اول شارع الكنيسة من ناحية شارع الاقصر وسادين الشارع وبعديهم بيتواجد المسيحين اللى قدام الكنيسة اللى اتجمعوا لما عرفوا ان فيه ناس مسلمين رايحين يقتحموا الكنيسة فالشباب المسيحى جمعوا بعض وراحوا وقفوا قدام الباب والسلفيين بقوا علىاول الشارع فانا اول مادخلت سئلت فى ايه فرد عليا واحد من الشيوخ قالى فيه اخت جوه اسلمت وعاوزين نجيبها حاجزنها فى الكنيسة وجوزها مبلغ جوزها مين بقى ومبلغ فين ولا مني معرفش بس لما سئلته طب انت اتاكدت انها اسلمت مش اشاعة قالى لا طب انت شوفتها قالى لا طب تعرف جوزها كل ردوده لالالالا ماعدا ان فيه واحده جوه قالى انه متاكد مش فاهم ازاى وبكل امانة ديه الاسئلة والردود زى مااترد عليا بيها بالظبط وفى خلال كلامى مع الشيوخ او السلفيين لانهم مش شيوخ لاحظت ان فيهم ناس بتبدا تقول ياكفرة وعاوزين اخواتنا الاسيرات ولما حاولت اقول للى بيقول يا كفرة بتكفرنى ليه واحد جه وباس دماغى وقالى احنا اسفين ومعلش وكان بيحاول يهدى الموقف ده حصل فعلا بالنص المهم الناس بدات تكتر من هنا ومن هنا لحد لما بدا ضرب النار وضرب النار بدا من جوه لبره يعنى من ناحية الناس المتجمهرة قدام الكنيسة المسيحين لان الموقف كان مشحون جدا العدد بيزيد ومش عاوزين يمشوا والاسلحه بدات تظهر ومكنش فيه اى تواجد امنى نهااااااااااااائى وبدا ان فيه ناس مسلمين من شباب المنطقة و سلفيين يظهروا على الناحية التانية من جهة شارع المشروع من جوه يعنى تخيل معايا الموقف سلفيين وبعدين مسيحين قدام الكنيسة وبعدين مسلمين شباب المنطقه وسلفيين برضه بس الاغلبية من الشباب العادى وبدات الازايز والمناوشات تبدا وضرب النار بدا خرطوش على حى والمنطقه هنا فى امبابة وبالذات فى المربع ده اغلبيتها ناس صعايدة والسلاح معاهم زى الاكل والشرب وبا ضرب النار من هنا ومن هنا وكل اللى يعرف حد بدا يجيبه لحد لما الامور بدات تخرج عن السيطرة وحدف ازايز المولتوف على الكنيسة والناس اللى براها واللى قدام الكنيسة بيضربوا نار وبيتضرب عليهم نار لحد لما جه الجيش على الساعه 11 والجيش لما دخل عمل غلطة مش عارف بقى مقصودة ولا هو معرفش يدخل غير من هنا لما دخل الجيش دخل من شارع الاقصر فكل مايتقدم السلفيين يبقوا فى ضهروا فهما يرموا كل اللى عاوزينه  لكن لما المسيحين يردوا بيبانوا اكانهم بيضربوا الجيش وواستم رالوضع كده لحد الساعه تلاتة اربعه الفجر انا مشيت قبل كده لكن كان فيه ناس ليا هناك ومتابع معاهم على التليفون وناس معايا فى الشراع اتصابوا كانوا بيحكولى على اللى حصل وعلى كمية القنابل المسيلة للدموع اللى اتحدفت منالجي

لدرجة انهم قالولى مكنوش شايفين اى حاجة
من كمية الدخان اللى كانت موجوده
ده كان بالليل
الصبح وانا رايح الشغل لاقيت كمية عربيات امن مركزى فوق ال 25 عربية وعربيات مدرعه وناقلات جنود وشرطة عسكرية واسعاف تابع للجيش كتير جدااااااااااا قدام الشارع بتاع الكنيسة والامن المركزى كان سادد الشارع على الناس اللى جوه مانع حد يطلع او يدخل حتى لو بيته جوه المصيبة بقى ان الجيش جوه وفيه ناس من السلفيين دخلوا البيوتوالعمارات اللى حوالين الكنيسة وولعوا ونهبوا كل محتوايات الشقق الستاير والمراتب بتتولع وتترمى والعزال والموبيليا بتترمى كتب مقدسة بتتقطع وبترمى من الشبابيك وتلاقى اتنين فى دورين فوق بعض واحد بينزل للتانى علشانيولع الستارة علشان يبدا يولع فى الشقه اللى هو فيها تحس انهم بيولعوا سجاير من بعض وكل ده والجيشواقف ان عندى صورة واخدها بالموبيل بس بعيدة شوية لو عاوزها والمشكلة تكلم الظابط بتا ع الامن المركزى يقولك ان تامين بس ماليش فيه بالى بيحصل جوه والجيش واقف مش بيعمل حاجه

لحدفيه محلات وناس مسيحين فى الشارع اتنهبت واتولع فيها بعد كده ومحل واحد صحبى لصيانة الكومبيوتر اتسرق بالكامل
والحادثة بقى الى خلت حظر التجوال يتفرض وده سمعته لكن ماشوفتش وماحضرتش الواعه ان فيه قهوة واحد مسيحى معروف هنا بانه قوى شوية دخلوا شباب صيع حبوا يسرقوها مالقوش حاجه فيها ولعوها فهو ضرب نار كتير جدااااااااا والجيش موجود
فاتفرض حظر تجول من الساعه س11 الضهر
متيش ليه
ونزل العيسوى النهارده
ده فى كنيسة مارمينا لكن كنيسة العدرا الوحده مكنش عندها اى حاجه نهائى لغاية حوالى 12 بالليلفوجئت بانهم بيقولوا كنيسة العدرا الوحده اتحرقت
كلمت واحد صحبى ممكن تكون عارفه (*** **** ) هو بيروحها قالى حرقوها من الارضى للسطوح واتين ماتوا فيها اللراجل اللى بيعمل القربان مات والحارس
واللى سمعتوا انهم كسروا الباب وبهدلوا المحتويات وبعدين حرقوها
بس ده اللى حصل بالظبط زى مان شوفته ممكنيكون فيه احداث حصلت فى مكان تانى او مكانى بس ماشوفتهاش بس انا نقلت اللى شوفته بعينى

ما حدث في التحرير اليوم 9 مارس و الله على ما أقول شهيد

9 Mar

انا مرحتش هناك ساعة أول ضربة و لكن أول مسمعت اللي حصل نزلت علطول و صلت هناك الساعة 6.30 أو 7 مش فاكر بالظبط

المهم بعد ما وصلت لفت إنتباهي إن الميدان باقي فاضي خالص و مفيش هناك و لا خيمة و لا أي يافطة حتى نصب الشهداء إتشال

طبعا الناس هناك كلها عمالين يشتموا في المتظاهرين و بيقولوا إنهم بلطجية -سبحان الله -و الناس اللي بتكنش الميدان عمالين يهتفوا و يقولوا الجيش و الشعب إيد واحدة و يرموا كل الزبالة و الخيم جوا عربيات الجيش

طبعا كان فيه شباب بتنظم المرور في الميدان بس أكيد الناس اللي إنضربت مكنوش موجودين اللي كان هناك كانوا اللي بينضفوا و يكنسوا الميدان

قمت أنا سايب الميدان و روحت طلعت حرب عند الشروق و مدبوللي أشترى شوية كتب

و سئلت الناس هناك فقالوا إن كان فيه ضرب نار كثيف و هم ميعرفوش مين اللي إضرب هل الجيش و لا البلطجية و بعد كدا قامت الناس بدأت تحدف طوب و بعد كدا الجيش جه و فضها بالقوة

أنا بقول الكلام دا لأن الدستورو المصري اليوم بيقولوا إن اللي كانوا بايتين هناك بلطجية !!

هل البلطجية هيرفعوا علم مصر و هيرفعوا لافتات تطالب بإلغاء قانون الطوارىء؟

و بعد كدا سمعت العجب بقى

اللي بيقولك إن الناس هناك في التحرير كانوا عاملينها دعارة مع بعض بليل

و اللي يقولك العيال اللي هناك دول شوية صيع و مورهمش شغله و لا مشغلة

دول يستاهلوا

مش هم دول اللي كانوا هناك يوم 25 يناير -على أساس إنهم شافوهم

بس أقدر أقولكم إن الناس اللي هناك اللي كانوا بايتين في الميدان ما كنوش بلطجية لأن الناس أصحاب المحلات في طلعت حرب قالوا كدا و قالوا إن البلطجية هم اللي دخلوا عليهم

http://www.facebook.com/notes/ahmad-abdullah/%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-9-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%A7-%D8%A3/10150108122691936

مصر و العرب و الأمة

24 Feb

 

خرجت و خرج معي كُثُر يوم 25 يناير

خرجت و كنت متيقنا أن هناك الكثير ممن سوف يخرجون في ذلك اليوم

خرجت و لم أكن أعلم أن الأمور سوف تكتسب قوة دفع ذاتية تحركها لتصل إلى ما آلت إليه يوم الجمعة 28 يناير

لكني بعد 25 يناير و ما رأيته في أعين الناس يوم 26 يناير و 27 يناير أيقنت أن الإعصار بدأ يضرب مصر

يوم 28 كنت متأكدا أن مبارك سوف يأمر بتعديل الدستور و خاصة المادة 76 كي يمتص غضب الشعب

و كنت أعلم أنه سوف يأمر بقبول الطعون في مجلس الشعب

لكني لم أتوقع أن تنتهي المظاهرات بالقضاء على مشروع التوريث و لا بالإجهاز على مستقبل مبارك السياسي

لم أكن أتخيل أن المصريين سوف يرفعون الأحذية لتحية مبارك

و في وسط الإعصار وقفت سألت نفسي : ماذا بعد ؟

لقد فكرت في هذا السؤال قبل 25 يناير لكني كنت دائما أتمثل قول الشاعر

إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ ………….. فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا
(الحسام هو السيف )

كنت أعرف أنه لا خلاص بدون سلاح

كنت أتخيل محاصرة قصر الرئاسة و دكه و تسويته بالأرض لإجبار الجيش أن ينحاز لنا لكني توقعت أن العاصفة بعد 5 أو 6 سنين أخرى

و الحمد لله إنحز لنا الجيش دون أن يكون معنا سلاح

إن ما كنت أراه في هذا المجتمع هو مثل ما كان سائدا في المجتمع الجاهلي قبل الوحي

لقد كان ذلك المجتمع خانقا غاضبا من نفسه و من عاداته

و كانت عوامل الإنفجر فيه كامنة فقط تحتاج من يفجرها

و لقد تمنى الكثير أن تنتهى حالة ذلك المجتمع و كانوا جميعا في حالة ترقب و إنتظار

كانت اليهود تقول أنه هناك من سوف يبعث قريبا

و كانت العرب تترقب و تتربص

و في ذلك الوقت من الجاهلية وجد من يزجر الناس عن أفعالهم و عبادتهم للأصنام

وجد رجال من أمثال زيد بن عمرو . رجل ترك عباده الأوثان و فارق دينهم وكان لا يأكل إلا ما ذبح على اسم الله وحده وكان يقول وهو مسندا ظهره الى الكعبة
يا معشر قريش و الذى نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري ثم يقول اللهم انى لو أعلم اى الوجوه أحب ليك عبدتك به ولكني لا اعلم ويصلى إلى الكعبة ويقول الهي اله إبراهيم و ديني دين إبراهيم
و جد في ذلك العصر الجاهلى أخرون من أمثاله
لكن الأقدار كانت تنتظر رجلها المنتظر كي تلقى بالمهمة له : محمد بن عبدالله

و في هذا العصر وجد رجال آخرون من أمثال زيد بن عمرو منهم البرادعي و أعضاء حركة كفاية و غيرهم كُثر

لم أكن أتخيل أن المظاهرات السلمية سوف تتطيح برأس النظام

و كنت متيقنا أن هناك من سوف يبعث لقيادة هذه البلد – قد أكون مخطئا فهل يمكن أننا نشهد كتابة التاريخ بدون قادة أو زعماء ؟

و كنت و لا زلت أعتقد أن هذا المجهول المنتظر موجود الآن بيننا

إنه واحد من أولئك الشباب الذيم كانوا ضمن الفوج الأول في 25 يناير

إنه واحد من أولئك الذين يركبون القطار إنه واحد ممن يركبون المواصلات إنه واحد من الطبقة المتوسطة إنه واحد عايش مشاكل

المصريين و إعترضت له مشاكلهم

إنه واحد ممن تفقهوا في دينهم إنه واحد ممن قال الله عنهم

“فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه يجاهدون في سبيله و لا يخافون في الله لومة لائم ”

إنه واحد ممن ساحوا في هذه الأرض ينظرون في وجوه الناس و طباعهم

لكن الرسل و الخلفاء لا يبعثون في قوم شاهت نفوسهم لكن يبعثون في أقوام لهم إستعداد لتقبل التضحية قوم يمتلكون كثيرا من الأخلاق

لعل ذلك كان هو السبب في قول الحق

{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }المائدة26

جاءت هذه الأية تقرر واحدة من سنن الله في عبادة

لقد قال لموسى لقومه {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21

فما كان منهم إلا أن قالوا له

{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا }المائدة22

ثم قالوا

{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }المائدة24

ياللصفاقة و الرقاعة !!

أهكذا يكون الرد على الله و كليمه ؟

فكان رد الله قاطعا أن هذا الجيل الذليل الذي إستمرأ الذل في عهد الفراعنة ينبغى له أن يفنى و يأتي جيل غيره لم يشهد ذلك

الذل و قادر على حمل الرسالة

فكانت فترة ال 40 سنة كافية لإفناء هذا الجيل الذليل

و ها هو ذلك الجيل الجديد يدخل الأرض المقدسة بقيادة موسى الرسول

إن نفس القصة تكررت في جزيرة العرب : قوم إمتلكوا ناصية اللغة و كان بهم من الخصائص ما يؤهلهم لحل الرسالة و أداء الأمانة

فبعث الله فيهم رجل فذ قدرته خارقة محمد صلى الله عليو سلم

لقد كان عند العرب فطرة سوية لم يمسها السوء

فها هو الأعرابي يقول

“البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير . أرض ذات فجاج و سماء ذات أبراج ألا يكون من خلق اللطيف الخبير ؟ ”

إن التغيرات في أي من المجتمعات ترتبط بحاجة المجتمع الملحة على التغيير و يقود هذا المجتمع الكتلة الفعالة فيه – سميها الكتلة الفاعلة أو الطبقة المتوسطة

لقد شهد المجتمع المصري حملات ضارية مسعورة لتشويه هويته و نفسيته إنتهت بخروج مصر إلى زمان التيه بإتفاقية السلام

لكن المجتمع المصري عاد و عاد بقوة لكن هذه المرة ليست في 40 سنة و لكن في 37 سنة (من 1974 عصر الإنفتاح إلى 2011) و كأن سنة الله تأبى إلا أن تتحقق

المجتمع المصري وصل لمرحلة قال فيها لا و ألف لا للأوضاع السابقة فهل وصل لمرحلة أنه يعرف ماذا يريد أن يفعل ؟

أقولها بأعلى صوتي نعم . لقد وصلنا لهذه المرحلة و لم يعد ينقصنا إلا بعض الوقت حتي يقتنع المجتمع أنه هو المسؤل عن هذه الأمة المترامية الأطراف

لم تكن دعوة الرسول القرشي لإخراج البشر من الظلمات إل النور فقط لكنه ربى جيلا بأكمله و هذا الجيل هو من إستطاع أن يحمل الرسالة

هذا الجيل هو من أسقط الإمبراطوية الرومانية طردها من مصر و هو نفسه الذي أسقط عرش كسرى

إن هذا الجيل إمتُحن و مُحِص في مواضع شتى

فهاهو بلال بن رباح يرمى في الرمضاء و توضع فوق صدره الصخور و يردد قائلا :أحد أحد

و هاهم المسلمون يحاصرون في شعب بن هاشم و تتقطع بهم السبل -فيما يعرف الأن بالحصار الإقتصادي- يقول سعد بن أبي وقاص :خرجت ذات ليلة لأبول فسمعت قعقة تحت البول فإذا قطعة من جلد بعير يابسة
فأخذتها و غسلتها ثم أحرقتها و رضضتها بالماءفقويت بها ثلاثا- أي ثلاثة أيام !!

إن هذا الجيل الذي رباه محمد الرجل الفذ إستطاع في 80 سنة أن يفعل ما لم تستطع أن تفعله الرومان في 800 سنة

و أنا أرى في المصريين الآن مثال أؤلائك الذين خرجوا من جزيرة العرب ينشرون العدل و الحرية في أنحاء الكرة الأرضية .

لقد أصبحت قدرتنا على البناء مرتبطة يقدرتنا على التضحية و لا شك عندي أن معدن هؤلاء الذين خرجوا لإسقاط مبارك بلا يشك فيه القدرة الكامنة التي تحتاج من يفجرها

لقد تعرضت نواة هذا المجتمع لدرجة حرارة مرتفعة و ضغط عالٍ بالإضافة إلى مجموعة من الصدمات في عملية تشابه إلى حد كبير ما يحدث عن تفجير القنبلة الذرية

لقد بدأ التفاعل المتسلسل و مهمتنا الآن أن يكون هذا التفاعل تحت السيطرة

إن هؤلاء الثوار هم من سوف يوحدون العالم العربي هم من سوف يعيدون رسم خريطة المنطقة هم من سوف يطردون اليهود من الأرض المقدسة

هم من سيدق أخر مسمار في نعش الإمبراطورية الأمريكية

إن مصر في مكان القلب من العرب و العرب في قلب أمة الإسلام تلك الديار و الأرض التى ورثناها عن رعيل الصحابة و التابعين

لن أفرط في شبر داست عليه أقدام سلف هذه الأمة

لن أفرط في أرضى و عرضي

إن مصر و مصر فقط هي من تستطيع إن تقوم بتلك المهمة الربانية المقدسة

تلك المهمة التي يلح الدهر عليها الآن

{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }النساء75

إنه من دواعي الأمن القومي العربي أن ينتشر الإسلام في ربوع أفريقيا

إننا نحن المسلمين نمتلك تلك الخاصة الفريدة : إننا نشعر أن أولئك المسلمون في مشارق الغرب و مغاربها في أندونيسيا حتى القارة الأمريكية إخوة لنا مع أننا لا نعرفهم و لم نَرَهم

و عندما يُذكر الإسلام يُذكر الأزهر ذلك الصرح الذي ينتشر من تخرجوا فيه في كل ربوع العالم

إنه لمن الملفت أن القرآن يتحدث عن صراع واحد في هذا التاريخ

الصراع بين الحق الساطع و الباطل

ليس بين المسلمين و غيرهم بل بين أصحاب الحق أيا كانوا و أصحاب الباطل أيا من كانوا

{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76

وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40

فهل أنتم مستعدون لهذه المهمة الجسيمة ؟

إيها السادة أيتها السيدات

إن مصر ليست إرثا نتوارثه عن الأباء و الأجداد لكنها أمانة نؤديها للأبناء و الأحفاد

 

 

مصر و العرب و الأمة

24 Feb

خرجت و خرج معي كُثُر يوم 25 يناير

 

خرجت و كنت متيقنا أن هناك الكثير ممن سوف يخرجون في ذلك اليوم

 

خرجت و لم أكن أعلم أن الأمور سوف تكتسب قوة دفع ذاتية تحركها لتصل إلى ما آلت إليه يوم الجمعة 28 يناير

 

لكني بعد 25 يناير و ما رأيته في أعين الناس يوم 26 يناير و 27 يناير أيقنت أن الإعصار بدأ يضرب مصر

 

يوم 28 كنت متأكدا أن مبارك سوف يأمر  بتعديل الدستور و خاصة المادة 76 كي يمتص غضب الشعب

 

و كنت أعلم أنه سوف يأمر بقبول الطعون في مجلس الشعب

 

لكني لم أتوقع أن تنتهي المظاهرات  بالقضاء على مشروع التوريث و لا بالإجهاز على مستقبل مبارك  السياسي

 

لم أكن أتخيل أن المصريين سوف يرفعون الأحذية لتحية مبارك

 

 

و في وسط العاصفة وقفت سألت نفسي : ماذا بعد ؟

 

 

لقد فكرت في هذا السؤال قبل 25 يناير لكني كنت دائما أتمثل قول الشاعر

 

 

إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ ………….. فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا

(الحسام هو السيف )

 

 

كنت أعرف أنه لا خلاص  بدون سلاح

 

 

كنت أتخيل محاصرة قصر الرئاسة و دكه و تسويته بالأرض  لإجبار الجيش أن ينحاز لنا   لكني توقعت أن  العاصفة بعد 5 أو 6 سنين أخرى

 

و الحمد لله إنحز لنا الجيش دون أن يكون معنا سلاح

 

 

إن ما كنت أراه في هذا المجتمع هو مثل ما كان سائدا في المجتمع الجاهلي قبل الوحي

 

 

لقد كان ذلك المجتمع خانقا غاضبا من نفسه و من عاداته

 

 

و كانت عوامل الإنفجر فيه كامنة فقط تحتاج من يفجرها

 

 

و لقد تمنى الكثير أن تنتهى حالة ذلك المجتمع و كانوا جميعا في حالة ترقب و إنتظار

 

 

 

 

كانت اليهود تقول أنه هناك من سوف يبعث قريبا

 

 

و كانت العرب تترقب و تتربص

 

 

و في ذلك الوقت من الجاهلية وجد من يزجر الناس عن أفعالهم و عبادتهم للأصنام

 

 

وجد رجال من أمثال زيد بن عمرو . رجل  ترك عباده الأوثان و فارق دينهم وكان لا يأكل إلا ما ذبح على اسم الله وحده وكان يقول وهو مسندا ظهره الى الكعبة

يا معشر قريش و الذى نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري ثم يقول اللهم انى لو أعلم اى الوجوه أحب ليك عبدتك به ولكني لا اعلم ويصلى إلى الكعبة ويقول الهي اله إبراهيم و ديني دين إبراهيم

و جد في ذلك العصر  الجاهلى أخرون من أمثاله

لكن الأقدار كانت تنتظر رجلها المنتظر كي تلقى بالمهمة له  : محمد بن عبدالله

 

 

و في هذا العصر وجد رجال آخرون من أمثال زيد بن عمرو منهم البرادعي و أعضاء حركة كفاية  و غيرهم كُثر

 

 

لم أكن أتخيل أن المظاهرات السلمية سوف تتطيح برأس النظام

 

 

و كنت متيقنا أن هناك من سوف يبعث  لقيادة هذه البلد – قد أكون مخطئا فهل يمكن أننا نشهد كتابة التاريخ بدون قادة أو زعماء ؟

 

 

و كنت و لا زلت أعتقد أن هذا المجهول المنتظر موجود الآن بيننا

 

 

إنه واحد من أولئك الشباب الذيم كانوا ضمن الفوج الأول في 25 يناير

 

 

إنه واحد من أولئك الذين يركبون القطار إنه واحد ممن يركبون المواصلات إنه واحد من الطبقة المتوسطة إنه واحد عايش مشاكل

 

المصريين و إعترضت له مشاكلهم

 

 

إنه واحد ممن تفقهوا في دينهم إنه واحد ممن قال الله عنهم

 

 

“فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه  يجاهدون في سبيله و لا يخافون في الله لومة لائم ”

 

 

إنه واحد ممن ساحوا في هذه الأرض ينظرون في وجوه الناس و طباعهم

 

 

لكن الرسل و الخلفاء لا يبعثون في قوم شاهت نفوسهم لكن يبعثون في أقوام  لهم إستعداد لتقبل التضحية قوم يمتلكون كثيرا من الأخلاق

 

 

لعل ذلك كان هو السبب في قول الحق

 

 

{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }المائدة26

 

جاءت  هذه الأية  تقرر واحدة من سنن الله في عبادة

 

 

لقد قال لموسى لقومه  {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21

 

فما كان منهم إلا أن قالوا له

 

{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا  }المائدة22

 

ثم قالوا

 

 

{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }المائدة24

 

ياللصفاقة و الرقاعة !!

 

 

أهكذا يكون الرد على الله و كليمه  ؟

 

 

فكان رد الله قاطعا أن هذا الجيل الذليل الذي إستمرأ الذل في عهد الفراعنة ينبغى له أن يفنى و يأتي جيل غيره لم يشهد ذلك

 

الذل و قادر على حمل الرسالة

 

فكانت فترة ال 40 سنة كافية لإفناء هذا الجيل الذليل

 

 

و ها هو ذلك الجيل الجديد يدخل الأرض المقدسة بقيادة موسى الرسول

 

 

إن نفس القصة تكررت في جزيرة العرب : قوم إمتلكوا ناصية اللغة و كان بهم من الخصائص ما يؤهلهم لحل الرسالة و أداء الأمانة

 

فبعث الله فيهم رجل فذ قدرته خارقة محمد صلى الله عليو سلم

 

 

لقد كان عند العرب فطرة سوية لم يمسها السوء

 

 

فها هو الأعرابي يقول

 

 

“البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير . أرض ذات فجاج و سماء ذات أبراج ألا يكون من خلق اللطيف الخبير ؟ ”

 

 

إن التغيرات في أي من المجتمعات ترتبط بحاجة المجتمع الملحة على التغيير  و يقود هذا المجتمع الكتلة الفعالة فيه – سميها الكتلة الفاعلة أو الطبقة المتوسطة

 

 

 

لقد شهد المجتمع المصري حملات ضارية مسعورة لتشويه هويته و نفسيته إنتهت بخروج مصر إلى زمان التيه  بإتفاقية السلام

 

 

لكن المجتمع المصري عاد و عاد بقوة لكن هذه المرة ليست في 40 سنة و لكن في 37 سنة (من 1974 عصر الإنفتاح إلى 2011) و كأن سنة الله تأبى إلا أن تتحقق

 

 

المجتمع المصري وصل لمرحلة قال فيها لا و ألف لا للأوضاع السابقة فهل وصل لمرحلة أنه يعرف ماذا يريد أن يفعل ؟

 

 

أقولها بأعلى صوتي نعم  . لقد وصلنا لهذه المرحلة و لم يعد ينقصنا إلا بعض الوقت حتي يقتنع المجتمع أنه هو المسؤل عن هذه الأمة المترامية الأطراف

 

 

لم تكن دعوة الرسول القرشي لإخراج البشر من الظلمات إل النور فقط  لكنه ربى جيلا بأكمله و هذا الجيل هو من إستطاع أن يحمل الرسالة

 

 

هذا الجيل هو من أسقط الإمبراطوية الرومانية طردها من مصر و هو نفسه الذي أسقط عرش كسرى

 

 

إن هذا الجيل إمتُحن و مُحِص في مواضع شتى

 

 

فهاهو بلال بن رباح يرمى في الرمضاء و توضع فوق صدره الصخور و يردد قائلا :أحد أحد

 

 

و هاهم المسلمون يحاصرون في شعب بن هاشم و تتقطع بهم السبل -فيما يعرف الأن بالحصار الإقتصادي- يقول سعد بن  أبي وقاص :خرجت ذات ليلة لأبول فسمعت قعقة تحت البول فإذا قطعة من جلد بعير يابسة

فأخذتها و غسلتها ثم أحرقتها و رضضتها بالماءفقويت بها ثلاثا- أي ثلاثة أيام !!

 

 

إن هذا الجيل الذي رباه محمد الرجل الفذ إستطاع في 80 سنة أن يفعل ما لم تستطع أن تفعله الرومان في 800 سنة

 

 

و أنا أرى في المصريين الآن مثال أؤلائك الذين خرجوا من جزيرة العرب ينشرون العدل و الحرية في أنحاء الكرة الأرضية .

 

 

لقد أصبحت قدرتنا على البناء مرتبطة يقدرتنا على التضحية و لا شك عندي أن  معدن هؤلاء الذين خرجوا لإسقاط مبارك بلا يشك فيه القدرة الكامنة التي تحتاج من يفجرها

 

 

لقد تعرضت نواة هذا المجتمع لدرجة حرارة مرتفعة و ضغط عالٍ بالإضافة إلى مجموعة من الصدمات  في عملية تشابه إلى حد كبير ما يحدث عن تفجير القنبلة الذرية

 

 

لقد بدأ التفاعل المتسلسل و مهمتنا الآن أن يكون هذا التفاعل تحت السيطرة

 

 

إن هؤلاء الثوار هم من سوف يوحدون العالم العربي هم من سوف يعيدون رسم خريطة المنطقة هم من سوف يطردون اليهود من الأرض المقدسة

 

 

هم من سيدق أخر مسمار في نعش الإمبراطورية الأمريكية

 

 

إن مصر في مكان  القلب من العرب و العرب في قلب أمة الإسلام تلك الديار و الأرض التى ورثناها عن رعيل الصحابة و التابعين

 

 

لن أفرط في شبر داست عليه أقدام سلف هذه الأمة

 

 

لن أفرط في أرضى و عرضي

 

 

إن مصر و مصر فقط هي من تستطيع إن تقوم بتلك المهمة الربانية  المقدسة

 

 

تلك المهمة التي يلح الدهر عليها الآن

 

 

{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }النساء75

 

إنه من دواعي الأمن القومي العربي  أن ينتشر الإسلام في ربوع أفريقيا

 

 

إننا نحن المسلمين نمتلك تلك الخاصة الفريدة : إننا نشعر أن أولئك المسلمون في مشارق الغرب و مغاربها في أندونيسيا حتى القارة الأمريكية  إخوة لنا  مع أننا لا نعرفهم و لم نَرَهم

 

 

و عندما يُذكر الإسلام يُذكر الأزهر ذلك الصرح الذي ينتشر من تخرجوا فيه في كل ربوع العالم

 

 

إنه لمن الملفت أن القرآن يتحدث عن صراع واحد في هذا التاريخ

 

 

الصراع بين الحق الساطع و الباطل

 

ليس بين المسلمين و غيرهم بل بين أصحاب الحق أيا كانوا و أصحاب الباطل أيا من كانوا

 

 

{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76

 

وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40

 

فهل أنتم مستعدون لهذه المهمة الجسيمة ؟

 

 

 

 

إيها السادة أيتها السيدات

 

 

إن مصر ليست إرثا نتوارثه عن الأباء و الأجداد لكنها أمانة نؤديها للأبناء و الأحفاد